الاثنين، 9 نوفمبر 2015

تقديم الإبل على سائر الحيوانات

الســــؤال:
خلال مطالعتي لكتاب الله العزيز وقفت عند آية كريمة في قوله:
 
{ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)
وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ }
 
والسؤال: ما الحكمة من تقديم الإِبل، وما هي الميزة التي تميز بها
الإِبل عن سائر الحيوانات، فنحن نعلم أن السماء قد رفعها الله
وهذا شيء عظيم بدون أعمدة فما هو السر في هذا الحيوان؟
 
 الإجابة
ذكر الله تعالى هذه الآيات بعد قوله:
 
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ }
 
 ، استدلالاً على البعث يوم القيامة، وتقريرًا لقدرة الله سبحانه على إحيائه
الخلق بعد موتهم للحساب والجزاء، فإن من قَدِرَ على خلق الإِبل على هذه
الهيئة العجيبة، وخلق السماء ورفعها بلا أعمدة نراها، وخلق الجبال
 في الأرض تثبيتًا لها ونصبها عليها كأنها أوتاد حتى لا تميد بمن عليها
من الموجودات، وخلق الأرض وتمهيدها حتى تصلح لحياة الخلق فوقها،
إن من قدر على ذلك لقادر على أن يحيي الناس وغيرهم
من ذوات الأرواح.
 
وإنما قدم الإِبل على غيرها من المذكورات؛ لأنها بأيديهم مسخرة لهم
يصرفونها كيف شاؤوا فيركبونها، ويحملون عليها أثقالهم إلى بلاد بعيدة
لم يكونوا بالغيها إلاَّ بشق الأنفس، ويقطعون بها الفيافي والصحاري مع
يسير مؤنتها وصبرها على الجوع والعطش ومع سهولة قيادها للكبير
والصغير، ومع بروكها ونهوضها ليتمكن الناس من ركوبها وتحميلها
كيف شاؤوا إلى غير ذلك من المنافع الكثيرة التي يجنونها من اقتنائها من
غير مشقة ولا عناء، وقد خصها الله ببديع تركيب في عظامها
 يساعدها على حمل الأثقال، وبطول عنق يساعد في نهوضها بثقيل
أحمالها، كما يساعدها في سيرها، وخصها بأخفاف تساعد على سيرها
فيما لا يقوى على السير فيه ذوات الحوافر والأظلاف من الحيوانات،
 وما يخفى من عجائبها عن الناس كثير فسبحان من ميزها على ما سواها
من الحيوان وسخرها مع عظيم خلقها ومزيد قوتها لعباده، وذللها لهم
رحمة بهم وإعانة لهم على مصالحهم. 

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق