الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

مالت الوجوه كلها إليك


عن أبي حازم ـ سلمة بن دينار ـ قال :

لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه

وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد ، ولا يعور فيما

بينه وبين الله تعالى : إلا عور الله فيما بينه وبين العباد ،

ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها ؛

إنك إذا صانعت الله : مالت الوجوه كلها إليك ،

وإذا أفسدت ما بينك وبينه : شنئتك الوجوه كلها .

عن قتادة قال :

ابن آدم ، إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط ؛

فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة ، وإلى الملل أميل ؛

ولكن المؤمن : هو المتحامل ، والمؤمن المتقوي ؛ وإن المؤمنين :

هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار ، وما زال المؤمنون يقولون :

ربنا ؛ في السر والعلانية ، حتى استجاب له

قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ :

شيئان إذا عملت بهما : أصبت بهما خير الدنيا والآخرة ،

ولا أطول عليك ؛ قيل : وما هما ؟

قال : تحمل ما تكره إذا أحبه الله ، وتكره ما تحب إذا

كرهه الله عز وجل .

قال مطرف بن عبدالله :

إني لأستلقي من الليل على فراشي : فأتدبر القرآن ، وأعرض عملي

على عمل أهل الجنة ، فإذا أعمالهم شديدة :

{ كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ،

{ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } ،

{ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا } .

فلا أراني فيهم ؛ فأعرض نفسي على هذه الآية :

{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }

فأرى القوم مكذبين ، وأمر بهذه الآية :

{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا }

فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق