الأحد، 10 سبتمبر 2017

الزواج لا يقتل الحب



السؤال: أنا بنت مخطوبة فهل الحُبُّ يكون قبل الزواج، أم بعده،

وأيهما قابل لأن يستمر؟



تنمو عاطفة الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما،

وقد نبتت بذوره قبل ذلك أثناء مرحلة الخطبة، وقد نمت المودة والرحمة

بينهما وهما ينميان هذا الحب، ويزكيان مشاعر الألفة، وليس صحيحًا

قول من قال: إن الزواج يقتل الحب ويميت العواطف.

بل إن الزواج المتكافئ الصحيح الذي بني على التفاهم والتعاون

والمودة، هو الوسيلة الحيوية والطريق الطيب الطاهر للحفاظ على

المشاعر النبيلة بين الرجل والمرأة، حتى قيل فيما يروى

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(لم يُرَ للمتحابَيْن مثل النكاح)

[ابن ماجه، والحاكم].



والزواج ليس وسيلة إلى الامتزاج البدني الحسي بين الرجل

والمرأة فحسب، بل هو الطريق الطبيعي لأصحاب الفطر السليمة إلى

الامتزاج العاطفي والإشباع النفسي والتكامل الشعوري، حتى لكأن كلا

من الزوجين لباسً للآخر، يستره ويحميه ويدفئه، قال تعالى:

{هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}

[البقرة: 187].



وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما، فالحب أمر فطر

الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته، فهو السلاح الذي

يشقان به طريقهما في الحياة، وهو الذي يساعدهما على تحمُّل

مشاقَّ الحياة ومتاعبها.



ولقد اهتمَّ الإسلام بعلاقة الرجل والمرأة قبل الزواج وبعده وكان حريصًا

على أن يجعل بينهما حدًّا معقولاً من التعارف، يهيئ الفرصة المناسبة

لإيجاد نوع من المودة، تنمو مع الأيام بعد الزواج، فأباح للخاطب أن يرى مخطوبته ليكون ذلك سببًا في إدامة المودة بينهما، فقد قال صلى الله

عليه وسلم لرجل أراد أن يخطب امرأة:

(انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)

[الترمذي والنسائى وابن ماجه].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق