الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

علماء الأمة الإسلامية والدور المنتظر منهم (4)


رابعاً: ما هو الدور المنتظر من العلماء؟
الدور المنتظر من العلماء على سبيل الواجب أمران وهما مقتضى
النصيحة الدينية:
الأمر الأول:
صيانة الكتاب والسنة من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
روى البيهقي في السنن الكبرى (ج 10 / ص 209)

عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل
الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين ).
وأحسن ما رأيت في تأويل هذا الحديث أنه يخرج من صيغة الخبر
إلى الإنشاء الطلبي أي ليرث هذا العلم من الأقوام المتأخرين العدول الذين
ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين في جميع أبواب العلم
.والأمر الثاني:
سياسة الأمة ورعايتها بالشريعة الإسلامية في جميع مناشط حياتها
الدينية والدنيوية، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء والأنبياء
كانت تسوس الناس بالشرع
، كما في صحيح البخاري (ج 11/ ص 271)

عن أبي حَازِمٍ قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه خَمْسَ سِنِينَ
فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ
وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟
قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ ).
وهذا ما كان في زمن الخلفاء الراشدين فإنهم أئمة العلم
وقد ساسوا الأمة بالشرع، أما من عداهم فليس سياسته بسنة لخروجها
عن السنن النبوية والراشدية في الحكم، وهكذا يجب على العلماء
العودة بسياسة الأمة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم
والخلفاء الراشدون من بعده، فإن لم يقوموا بذلك اتخذ الناس أئمة

ضلال يسوسونهم بغير الشرع فيضلوا عن الهدى
كما جاء في صحيح البخاري (ج 1 / ص 176)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ
الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا
فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا )،
وهذا الحديث صريح في وجوب رياسة أهل العلم للأمة وسياستهم
شؤونها بالشرع السليم من البدع والخرافات التي لم يقم
عليها دليل من الكتاب أو السنة الصحيحة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق