الأحد، 16 سبتمبر 2018

ابنتي تضرب الأطفال وتعضهم


أ. يمنى زكريا
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ابنة عمرها سنتان، إذا قُمنا بزيارةٍ لأحد الأقارب فإنها تقوم بضرب الأطفال،
وعضهم، وتجرحهم بأظافرها؛ مما يُسَبِّب لي حرَجًا كبيرًا
أمام الناس، وإذا غضبتْ في البيت تقوم بِعَضِّ يدها.
مع العلم أننا اجتماعيون، وهي محبوبة، ومرحة مع الكبار،
لكنَّها لا تجيد اللعب مع أقرانها.

أرجو مساعدتي، جزاكم الله خيرًا.

الجواب
أختي الكريمة، سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته.
نشكر لكِ حُسْنَ ظنِّكِ ، كما أشكر اهتمامكِ
وحِرصكِ على تربية ابنتكِ على النَّهج الصحيح.

أختي الكريمة، ابنتُكِ لم تبلغْ مِن العمر القَدر الكافي الذي يسمح لها
بمعرفة الصَّواب والخطأ، وهي في رُدُود أفعالها هذه تجرِّب ما يُمكن
أن يفرغَ بعضًا مِن طاقتها، بالصُّورة التي تُرضيها، وتُشعِرها بالرَّاحة،
وكونها تفعل ذلك مِن المُمكن أن يرجعَ لعدَّة أسباب؛
منها
: أنها قد تكون تُقلِّد الآخرين في هذه التَّصرُّفات، أو قد تكون تُشاهِد نوعيَّةً
مِن الكرتون تحوي كثيرًا مِن مَشاهِد العُنف والضَّرب، فتقلِّدها،
أو قد تكون تفعل ذلك فقط مِن قبيل إثارة الانتِباه.
لذا فمِن المهمِّ أختي الحبيبة أن يكونَ هناك حزمٌ مَصْحوب بالحنان إذا
كرَّرَتْ هذا السُّلوك، بأن يتمَّ النظرُ إلى عينيها، والإمساك بيديها، والقول بحزمٍ:
إنَّ هذا خطأ، كما أنه من المهمِّ أن نُبعِدَ عنها أي مَشاهد عنف،
وإذا حدَث وأن رأتْها عفوًا؛ فيجب أن نُشعرَها بأنَّ هذه تصرُّفات خاطئة،
وغير مقبولة، كما يُمكن أيضًا استِخدام القصَّة للتأكيد على خطأ فِعْلِها،
مِن خلال بطلة القصَّة؛ فيتم تعزيز القيَم الإيجابيَّة، واستبعاد القيَم السلبيَّة.
وأفضلُ طريقة لمبدأ الإثابة والتحفيز هي تطبيق طريقة النُّجوم المعروفة
لدى الأمهات، (وهي فعَّالة جدًّا مِن سنِّ 2 إلى 7)، عن طريق تثبيت
لوحة في حجرة الطِّفلة، اشرحي لها هدَف هذه اللوحة، وهدف النجوم،
والثواب والعقاب، وما تكسبه مِن نجوم فسوف يكون أمرًا ضروريًّا
لتحصلَ على ما تريد... وهكذا، قومي بعد ذلك وأعطيها ثلاث نجوم على
كلِّ عمل إيجابيٍّ مِن الدرجة الأولى، وإذا كان التصرُّف إيجابيًّا
مِن الدرجة الثانية - أي: أقل من الأول – تُعطى نجمتان،
وفي حالات التصرُّفات الإيجابيَّة البسيطة تُعطى نجمة واحدة،
أمَّا في حال الاضطراب السُّلوكي تُخصَم منها ثلاث نجوم،
وفي حالة التصرُّف السَّلبي والمتوسِّط تُخصم نجمتان،
وفي التصرُّف السَّلبي البسيط تُخصم نجمة واحدة... وهكذا،
وهذه عمليَّة تتطلَّب الصبر، ولكنَّها مُفيدة جدًّا، ونشرح للطِّفل أنَّ
مكافأته سوف تعتمد على عدد النجوم التي سوف يكتسبها،
فهي طريقةٌ مفيدة، وفعَّالة ومجرَّبة.

وهناك أساليبُ تربويةٌ فعَّالة للتعامُل مع الطِّفل،
(كما ذكرها بعضُ المختَصِّين):
1- الدُّعاء الصالح:
فليكن الدُّعاء أول وسائلنا لإصلاح أبنائنا، وتقويم سُلُوكياتهم.

2- تَكرار العادات الإيجابية:
فِعْل + تَكرار = سُلوك.
سُلوك + تَكرار = عادة.
عادة + تَكرار = نمط شخصيَّة.

لذا لا بُدَّ مِنْ غَرْس بعض العادات الإيجابيَّة في الطِّفل، عن طريق التَّكْرار
في هذه السِّن المبكِّرة؛ مثل:
عادات النَّظافة والنِّظام؛ كترتيب الألعاب بعد الانتهاء منها مثلًا.
3- التشجيع:
يكون مادِّيًّا ومعنويًّا، ولكن التشجيع المعنويَّ أعظم أثرًا في هذه المرحلة؛
فالابتسامةُ والقُبلةُ والاحتضان والحديث عن الطِّفل بشكلٍ يرضيه
أمام الآخرين يجعل الطِّفل يتمسَّك بالعادات الحسَنة.
4- القصَّة:
تمثِّل له نافذةً على العالَم، خاصَّة قصة ما قبل النَّوْم؛ حيث تُسهم في
اتِّساع مداركه، وتُساعد في غرْسِ القِيَم الإيجابيَّة بتوجيه الطِّفل مِن خلال القصة
بشكلٍ غير مباشِر؛ فبطلُ القصَّة يُجسِّد أخطاء الطفل،
وينال جزاءه في النِّهاية، ويعتذر عما ارتكبَه مِن أخطاء.
5- القُدوة:
الطِّفل في هذه المرحلة يكون ملتصقًا بوالدَيه؛ لذا إذا حرَص الوالدان
على توجيه الطفل مِن خلال تجسيد القِيَم الإيجابية، فسرعان ما يُسهم في نقل
هذه القِيَم بشكلٍ مباشر إلى شخصية الطفل؛
لذا يجب على الوالدَين الحرصُ على عزْلِ خلافاتهما، وجَعْل بيئة الطفل
مُفْعَمة بالحبِّ والاحترام والتفاهُم، حتى ينشأَ في
جوٍّ صحيٍّ وسَوِيٍّ، بعيدًا عن المشكلات النفسيَّة أو التربويَّة.

وأخيرًا أسأل الله أن يقرَّ عينيكما بها، ويُباركَ فيها،
ويجعلَها مِن الخلَف الصالح لخير سلَف - إن شاء الله.
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق