الأحد، 10 مارس 2019

شرح الدعاء من الكتاب والسنة (29)

شرح الدعاء من الكتاب والسنة (29)


شرح دعاء

ربنا عليك توكلنا و إليك أنبنا و إليك المصير

{ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }.

المفردات :

الإسوة والأسوة : ما يُتأسَّى به، مثل قِدوَة وقُدوة، ويقال:

هو إسوتك أي مثلك، وأنت مثله .

قال أبو السعود : خصلةٌ حميدةٌ حقيقةٌ بأنْ يُؤتَسَى ويُقْتَدى بهَا، ويتبع

أثرها

الفتنة، أصل الفتن : إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته،

ثم أطلق على الابتلاء والامتحان .

بعد أن ذكر اللَّه جلّ شأنه من تبرئ إبراهيم عز وجل و الذين معه من

الذين كفروا من قولهم وفعلهم ، و بارزوا لهم التبري حتى يؤمنوا باللَّه

تعالى وحده ، و يوحِّدوا له العبادة لا شريك له، شرعوا في التوسل إليه

تعالى بأسمائه الحسنى ، و جميل أفعالهم ، فجمعوا بين توسلين

في حال دعائهم، استعطافاً لقبول دعائهم :

من التوكل والإنابة إليه عز وجل والإيمان باليوم الآخر، ولمّا كانت هذه

الخصال يحبّها اللَّه تعالى، حثَّنا وأكّد سبحانه وتعالى لنا في الاقتداء بهم،

واتباع سيرته عليه السلام ، والذين معه، إلاّ في استغفاره لأبيه، قال

قتادة في هذه الآية: ( ائتسوا به في كل شيء، ما خلا قوله لأبيه:

{ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ }

فلا تأتسوا بذلك منه ، فإنها كانت عن موعدة وعدها إياه) .

فأمَرَنا ربنا تبارك وتعالى بالاقتداء بهم بالقول والفعل والدعاء.

{ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا } : بعد أن تبرؤوا شرعوا في التوسل إليه تعالى

بخالص أعمالهم، وعبودياتهم له تعالى، مقدمة لسؤالهم ليكون أرجى

في الإجابة والقبول : أي يا ربنا توكلنا عليك في جميع أمورنا:

صغيرها ، و كبيرها ، وسلّمنا أمورنا إليك وحدك .

{ وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا } : وإليك رجعنا بالاعتراف لك بكل ذنوبنا دون غيرك.

{ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } : وإليك مصيرنا ومرجعنا يوم تبعثنا من قبورنا،

وتحشرنا يوم القيامة إلى موقف العرض،

( و في تقديم الجار والمجرور (إليك) دلالة للحصر ) ،

و القصر في التوكل و الإنابة و المصير عليه وحده جل و علا

دلالة على كمال توحيدهم ، و إيمانهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق