السبت، 13 يوليو 2019

تغاريـــــد الـــرُّوح 4

تغاريـــــد الـــرُّوح 4

وحياتنا فصول ..

تتلوَّن بألوان الأرض والسماء، وألوانِ النفس التي لها في كلِّ يومٍ شأنٌ وشَأْوٌ، ولها في كلِّ مكانٍ مقامٌ ومنْزِل، وفي كلِّ أرضٍ سعيٌ، وكسْبٌ، وكَدْحٌ وعمَل..

وحياتُنا تتغيَّر كل يوم، فنرتدي لكلِّ مناسبة ثوبُا جديدًا للأعياد،ِ وثوبًا للأحْزان وأيامِ الحِداد، وثوبًا للأفراح والأَعْراس، وثوبًا للرَّزايا والخطوب ..

في زمنٍ يمتدُّ امتِدادَ الشروق إلى الغروب، وامْتدادَ النهار إلى الليل، وامْتداد الضوء والنُّور، والظَّلامِ والعَتمة، وامْتدادَ الحياة إلى إِدْراك الموت ..

بقلوبٍ عرفت معنى السِّعَة بعد الضِّيق، والضِّيق بعد السِّعة، ومعنى الشّدَّة بعد الرخاء، والرَّخاء بعد الشِّدَّة ..

ومعنى الميلاد بعد الموت، حين تكون القلوب عامرةً بالإيمان، مُزْهِرةً بتقْوى الله وخشْيتَه، كأولئك الذين ذكرهم الحق سبحانه

فقال تعالى :

(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) ..

وقلوبٍ عرفت معنى الموت بعد الميلاد، حين فْقَدَت نِبْراسَ الأمل، وانْطفَأ بداخلها سِراجُ الحلم، وخَبَت شعْلَةُ الإيمان،

وفتَرَت همَّتُها وقريحَتُها، وضاع منها الهدف، وانْحَسَرت غاياتُ الوجود النبيلة، مثلُها كمثل أولئك الذين أخبر الحق سبحانه عن أحوالهم

فقال تعالى: (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق