السبت، 13 يوليو 2019

ذوق الصلاة عند ابن القيم (16)

ذوق الصلاة عند ابن القيم (16)


سبب القرب

وجعل الصلاة سببًا موصلاً له إلى قربه ومناجاته ومحبته والأنس به،

وما بين صلاتين تحدث له الغفلة والجفوة والإعراض والزلات والخطايا،

فيبعده ذلك عن ربه، وينحيه عن قربه، ويصير كأنه أجنبي عن العبودية ليس

من جملة العبيد، وربما ألقى بيده إلى أسر العدو فأسره وغله وقيده وجنه

في سجن نفسه وهواه, فحظه ضيق الصدر ومعالجة الهموم والغموم

والأحزان والحسرات، ولا تدري السبب في ذلك.

فاقتضت رحمة ربه الرحيم به أن جعل له من عبوديته عبودية جامعة مختلفة

الأجزاء والحالات، بحسب اختلاف الأحداث التي جاءت من العبد وبحسب

شدة حاجته إلى نصيبه من كل خير من أجزاء تلك العبودية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق