الاثنين، 20 ديسمبر 2021

من إكرام الله تعالى وتوفيقه

 

من إكرام الله تعالى وتوفيقه


من إكرام الله تعالى وتوفيقه إلهامه العبد من عباده التزود من الطاعات
وأعمال الخير قبل موته ووفاته، وذلك من علامات حسن الخاتمة*

فيوفق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة
من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير،
ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة.

و يدل على هذا المعنى هذا الحديث *قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ
اللَّهُ عز وجل لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ»
(مسند الإمام أحمد، حديث رقم: 17438، وصححه الألباني
في صحيح الجامع).*

*وفي رواية أخرى عند أحمد مرفوعاً: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ» قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: «يُوَفِّقُه?
لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِه» (مسند الإمام أحمد، وإسناده متصل، رجاله ثقات،
على شرط الشيخين: البخاري ومسلم).*

*والحديث من جوامع كلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم جمع معاني
عظيمة، وبرنامج حياة للقلوب المتعلقة بمحبة الله تعالى والعمل من أجل
هذا الدين، ولرفعة الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس.*

*فقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم ما رزق الله العبد من العمل
الصالح قبل الموت، بالعسل الذي هو الطعام الصالح الذي يحلو به كل
شيء، أَي جَعَل له من العمل الصالح ثناء طَيِّباً، شَبَّه ما رَزَقَه اللهُ من
العمل الصالح الذي طاب به ذِكْرُه بين قومه بالعَسَل الذي يُجْعَل في الطعام
فَيَحْلَوْ لي به ويَطِيب، وهذا مَثَلٌ من وفَّقَه الله لعمل صالح يُتْحِفه كما يُتْحِف
الرجل أَخاه إِذا أَطعمه العَسَل، والعرب اعتادت أن تسمي
ما تستحليه بالعسل.*

قد مات قومٌ وما ماتت مَكارِمُهُمْ *** وعاش قومٌ وهمْ في الناس أمواتُ

*والعسل: طيب الثناء، مأخوذ من العسل، يقال: "عسل الطعام يعسله"
إذا جعل فيه العسل، شبه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح الذي طاب
به ذكره بين قومه بالعسل، الذي يجعل في الطعام فيحلو به ويطيب.*
قال المناوي في (فيض القدير): *«إذا أراد اللـه بعبد خيراً عسلـه»*
بفتح العين والسين المهملتين تشدّد وتخفف أي: *طيب ثناءه بين الناس*

ويقال جارية معسولة الكلام،
إذا كانت حُلْوة المنطق مليحة اللفظ طيّبة النغمة.

والعُسُل: الرجال الصالحون.
"وهو جمع عاسل وعَسُول" ورجل عاسل ذو عسل، أي ذو عمل صالح
الثناء عليه به، مستحلى كالعسل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق