الخميس، 23 ديسمبر 2021

إذا مات وعليه صوم

 


إذا مات وعليه صوم

السؤال:
كان لي أخ يشتغل سائق في أرض زراعية وحدث مرة أن اصطدم برجل
كبير في السن فمات الرجل، سلم أخي نفسه للشرطة معترفاً أنه اصطدم
بالرجل لكن بدون قصد، فخرج أخي بكفالة ولم يمض عام واحد حتى قتل
أخي بيد طفل في العاشرة، فسامحه أبي وسامحت أمي وكلنا سامحنا
الطفل وأهله، أمي صامت شهرين متتابعين حتى تكفر عن أخي بعض
ذنوبه، ما حكم صيامها وهل علينا في جانب أخي من شيء
أرجو التكرم بإفادتنا؟

الجواب:
قد أحسنتم في التسامح والعفو، وأحسنت الوالدة في الصوم عن ابنها؛
لأن عليه الكفارة، وهي: عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع صام شهرين
متتابعين، ولقد أحسنت الوالدة في صيام شهرين؛ لأن تحصيل الرقبة قد
يتعسر في بعض الأحيان، وقد يعجز عنه القاتل وهو لا يوجد إلا قليل يوجد
في بعض دول أفريقيا ولكنه قليل، فإذا تمكن من شراء عبد أو الأمة من
عتق فهو مقدم على الصيام، وإذا لم يتمكن صام شهرين متتابعين، ولما
صامت أمك عنه فقد أحسنت في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

( من مات وعليه صيام صام عنه وليه )
يعني: قريبه، وهي أقرب الناس إليه فقد أحسنت في ذلك. نعم.

المقدم:
كأني بالوالدة لم تصم من أجل القتل الخطأ سماحة الشيخ بل صامت
للتكفير عن ذنوب أخرى؟ ترشدونها إلى شيء لو تكرمتم؟

الشيخ: إن كانت صامت عن ابنها لأجل الصوم الذي عليه بسبب قتله
الشيخ الكبير فهذا صحيح، فإن كانت صامت لغير ذلك فهذا لا يجزي
، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )

فيستحب لها.. يشرع لها أن تصوم أو أبوه إن كان هو موجود أو أحد
إخوانه أو إحدى خواته، هذا كله طيب، لقوله صلى الله عليه وسلم:

( من مات وعليه صيام صام عنه وليه )

المقدم: بارك الله فيكم، لو توزعت الأسرة الصيام يجوز هذا؟
الشيخ: هذا فيه التتابع لابد يصومه واحد. نعم.


المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق