الجمعة، 21 أكتوبر 2022

وقود الهيدروجين 2

 

وقود الهيدروجين 2


إن لدىBMW حوالي 15 سيارة من طراز السيدان 750hl قطعت حتى الآن حوالي 100 ألف كيلو متر، وهي تشارك في جولة “عالم الطاقة النظيفة 2001″، ولكن من الناحية العملية لا يمكن إلا أن تسير بأرجاء بافاريا، حيث توجد محطة تزويد الوقود الهيدروجيني التي يشغلها الإنسان الآلي في مطار ميونخ وهو ما يعني أن الدائرة التي تستطيع أن تسير فيها السيارة حاليا لا يتجاوز قطرها 350 كم فقط؛ لذا تنوي BMW أن تكون هناك محطة تزويد بوقود الهيدروجين في كل عواصم أوروبا بحلول عام 2005، وهو زمن بعيد نسبيا لتسويق سيارة جاهزة تقريبا للدخول على خطوط إنتاج تجاري، ومن ثم للطرح بالأسواق، بينما يقف عائق التزويد بالوقود حجر عثرة أمام انتشارها.. ودون البلايين.

ومثل تلك السنون الطوال – كفترة انتقالية بين سيارة جاهزة فنيا ومعطلة إنتاجيا وتسويقيا – لم تنل من حماسة الحكومات والدوائر المعنية بالنقل في المدن الضباخية (ضباب دخاني) للسيارة، وكذلك الجامعات كجامعة لودفيج ماكسمليان، ويبدو أنها تتبنى فكرة توفير محطات التزويد بالوقود قبل إنتاج السيارة نفسها.

لذا يتحدث الأستاذ أولريش فاجنر المحاضر عن الطاقة المتجددة بالجامعة، ويقول: “أنا لا أجادل متى سيحدث ذلك بعد 30 أو 40 أو 50 ولكنه سوف يحدث”، وأهاب بالجميع بالعمل يدا واحدة لجعل السيارة الهيدروجينية حقيقة، وأوضح أن هناك حاجة إلى نظم تخزين أفضل وأكثر فاعلية، وكذلك هناك حاجة إلى بنية تحتية تفي بغرض البداية، ولعل لدى دكتور فاجنر بعض الحق، خاصة إذا علمنا أنه لا يمكن الحفاظ على الهيدروجين سائلا إلا عند درجة حرارة 253 درجة مئوية تحت الصفر؛ لذا فقد قامتBMW بالحفاظ عليه سائلا منفردا دون الاتحاد مع غيره من العناصر بتوفير خزانات وقود في سياراتها تتألف من حوالي 70 طبقة من الألومنيوم والألياف الزجاجية.

كذلك إذا كان توفير الهيدروجين يتم حاليا عن طريق عملية التحليل الكهربي؛ حيث يتم فصل عنصري الماء: الهيدروجين والأكسجين، أو من الغاز الطبيعي أثناء عملية تكرير زيت البترول، فإن الحفاظ على الوقود في صورة آمنة يجعل مسألة البنى التحتية ونظم التخزين هي القضية الأهم قبل إنتاج السيارة.

الأمن والسلامة والنقود

مرة أخرى ما هي الشركات التي سوف تنفق على بناء هذه المحطات التي تزود بالوقود الهيدروجيني؟ ألم تكن السيارة بين يدي المستهلك خاصة إذا ارتبط ذكر الهيدروجين بكارثة مكوك الفضاء تشالنجر الذي انفجر في أولى رحلاته بعد حوالي 52 ثانية فقط في الفضاء، صحيح أن الهيدروجين كوقود لم يكن له ضلع في الأمر، ولكن الناس في حاجة إلى من يطمئنهم.

لذا يؤكد د. فاجنر بأنه لا يحق للناس أن يتخوفوا من السيارة التي تسير بوقود الهيدروجين، ويوضح أن هناك شيئا من الخطورة، ولكنه لا تزيد عن تلك الخطورة الناشئة من استخدام سيارة تسير بالوقود التقليدي، ولتأكيد القول بالفعل فقط قامتBMW بإجراء العديد من اختبارات التصادم والكثير جدا من اختبارات السلامة؛ لترى ما الذي يمكن أن يحدث في ظروف مختلفة إذا ما تعرضت السيارة لحادث، أدى إلى ثقب أو تلف خزان الهيدروجين بها، وقد أكد مهندسوها أن تسريب الهيدروجين من خزانه تم بصورة غير ضارة أو مؤذية أو خطرة، وقد يكون فيما سبق ما يطمئن البعض تجاه السيارة، ويدفع في تنشيط اتجاه السيارة قبل محطة الخدمة، غير أن BMW بحثت عما يمكن أن يحفز المستهلكين، ويجعلهم يقبلون على سيارة هيدروجين، فلجأت إلى العامل الاقتصادي في الموضوع، وراحت تذكر بأن جالون النفط يصل إلى حوالي 4 دولارات في معظم أوروبا وهو جد غالٍ على الجميع.

البداية.. متى وأين وكيف؟؟

وليست BMW وحدها في مضمار السباق في اعتماد الهيدروجين كوقود بديل نظيف، فمؤسسة فورد الأمريكية سوف تكشف عن نموذج لسيارة تسير بوقود الهيدروجين في الشهر القادم، بينما ينتظر أن تطرح كلا من ديملر كريسلر وجنرال موتورز النماذج الأولية الخاصة بهما للسيارة التي تيسر بوقود الهيدروجين في 2003، وليست هوندا أو تويوتا ببعيدتين فهما يستخدمان الوقود في نماذج تسير بمحركات مزدوجة تسير بالبنزين، وبالطاقة الكهربية المولدة باستخدام الهيدروجين.

أما البداية فقد تكون باستخدام حافلات المطارات، مركبات كبار الزوار، وكذلك بعض المدن لديها خططها وبرامجها للحصول على مدن نظيفة عليلة الهواء، “لماذا لا تكون السيارة ذات وقود الهيدروجين مدرجة ضمن خططها العاجلة؟” هكذا تساءل “جيم أوهي” خبير المركز القومي للطاقة المتجددة بولاية كلورادو الأمريكية.


على أية حال لا بد من الترويج للسيارة إذا ما انتشرت بصورة كثيفة في المدن المخنوقة بعوادم السيارات مثل مكسيكو سيتي، وأثينا ولوس أنجلوس، فإن هناك أملا حقيقيا في مدينة نقية، لكن لا بد حتى تظهر تلك السيارة للوجود من حل تلك الفزورة: السيارة أولا؟ أم محطة تزويد الوقود؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق