الاثنين، 22 مايو 2023

فى رحاب آية106

 فى رحاب آية106


رحمة الله بعباده الصالحين وبأنبيائه عليهم السلام عظيمة وقد تجلت في إحدى صورها في القصص القرآني،

وكانت من رحمة الله سبحانه وتعالى إستجابة دعاء نبي الله زكريا الرجل الكبير الذي ليس له

ولد وإنقطعت عنه أسباب الإنجاب فلم يجد إلا الله فناداه نداء خفيا

{ذكر رحمة ربك عبده زكريا*إذ نادى ربه نداء خفيا} [مريم:2-3]، قال بعض المفسرين:

إنما أخفى دعاءه لئلا ينسب في طلب الولد إلى الرعونة لكبره.

وقال آخرون: إنما أخفاه لأنه أحب إلى الله، كما قال قتادة في هذه الآية {إذ نادى ربه نداء خفيا}:

إن الله يعلم القلب التقي ويسمع الصوت الخفي.

وقال بعض السلف: قام من الليل، عليه السلام، وقد نام أصحابه، فجعل يهتف بربه يقول خفية:

يا رب، يا رب، يا رب، فقال الله: لبيك، لبيك، لبيك.

فجاء أنموذج نبي الله زكريا في اللجوء إلى الله والتضرع إليه حتى ولو إنقطعت الأسباب الأرضية

{قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا*

وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرًا فهب لي من لدنك وليا} [مريم:4-5]

ومن المعلوم أن طلب زكريا للذرية لتثبيت منهج الله في الأرض.

يقول الشيخ سيد طنطاوي: زكريا يجتهد في الدعاء بأن يرزقه الله الولد، لا من أجل شهوة دنيوية،

وإنما من أجل مصلحة الدين والخوف من تضييعه وتبديله والحرص على من يرثه في علمه ونبوته، ويكون مرضياً عنده عز وجل.

وهكذا يتعلم الآباء أن طلب الذرية لابد أن تصحبه أهداف تقيم الدين وتحافظ على حدوده،

فكم من مولود لا يعلم أبواه معنى لوجوده ولا يفطن الوليد لغاية حياته.

يقول السعدي: ومن رحمة الله بعبده، أن يرزقه ولدا صالحا، جامعا لمكارم الأخلاق ومحامد الشيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق