الاثنين، 22 مايو 2023

كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء

كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء


يحكي الأصمعي أن قبيحة قالت لأمها :

يا أمه ، ما بال الناس يتفلون علي ؟

فقالت الأم : من حسنك يعوذونك من الحسد !

نحن نعيش في أزمنة التحطيم النفسي ،

الذي يبدأ في البيت من الأم والأب والإخوان ،

ثم يدخل في المدرسة مع المعلمين والأقران ،

ثم يمتد إلى الأهل والأصدقاء ،

فمن زل أسقطوه ، ومن أخطأ رجموه ، ومن تعثر نفوه بألسنة حداد .

إنها طاقة يهدرها التحطيم النفسي ، وقدرات ينفيها الاستعمال السيء للعجينة اللينة ، أيام الطفولة والصبا ...

إن الأم العاقلة من تحفظ نفس ابنها من التحطيم ،

وتقي عقل صغيرها من الهدم العظيم ..



وإليك هذين المثالين :

الأول :

كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص ، كان عنقه داخلاً في بدنه ،

وكان منكباه خارجين ، فقالت له أمه :

" يا بني ، لن تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك عليه المسخور منه ، فعليك بطلب العلم فإنه يرفعك " . شخصت الأم المرض والعلاج ..

عمل محمد بنصيحة أمه ، واجتهد ، فولي قضاء مكة عشرين سنة ،

وكان الخصم إذا جلس بين يديه يرتعد حتى يقوم .



والثاني :

ما جاء في قصة توماس أديسون : لما كان في الثامنة من عمره عاد إلى

البيت من المدرسة وهو بشعر بالأسف ، لأن معلمه كلفه بتسليم مذكرة إلى

والديه ، فقرأتها أمه "ناسي إليوت" أمام نظرات ولدها المترقبة لمحتوى

المذكرة !! سألها ماذا يوجد بها ؟ فقالت له : المعلم يقول لي : ابنك عبقري ،

وهذه المدرسة متواضعة جدا بالنسبة له ، وليس لدينا معلمون يصلحون

لتعليمه ، من فضلك علميه في البيت .

فقررت الأم أن تعلمه بنفسها ،

حتى صار "أديسون" ذاك المكتشف الشهير في العالم كله ...

ظفر "أديسون" بالرسالة بعد وفاة أمه فلما قرأها بكى !

فإن الرسالة كانت تقول : "ابنك غبي ولا يصلح للتعلم"

فمن كان يكون "أديسون" لو أن أمه أخبرته بالحقيقة وحطمته من ساعته !



فالناس في هذه الأيام يحتاجون إلى أمهات عاقلات صالحات يصنعن اللبنات

الأولى لأولادهن .



فكم من كلمة أفسدت نفسا زكية وخربت عقلا ذكيا .

وكم من عالم ومصلح في ثوب كناس ؟

زجت بهم الكلمات المحرقة ،

والحروف الصارفة إلى سجون الأعمال الشاقة ،

وكانت الثمرة المرجوة أجل وأفخم ..

فإذا رأيتم نابها نابغا ، فقولوا الحمد لله الذي نجاه من كلمات التحطيم .

وصدق من قال: ليس العجب فيمن هلك كيف هلك ، ولكن العجب فيمن

نجا كيف نجا ؟


كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء ،

واربطوا الألسن عن التحطيم في أيام البناء !

ورب صبر على غلام في صغره ،

يكون سببا لإمامته في كبره ،

ورب كلمة من حرف واحد تسقط النابه من القمة !

فخذوا الحكمة !

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق