كل أعمال الدنيا مهما ارتقت تنتهي بالموت :
فيما أخرجه الترمذي في جامعه بسنده قال:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ :
يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ
وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ )
[الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه ]
حقيقة مهمة جداً هي أن هناك أعمالاً لها أثر في المستقبل،
و هناك أعمالاً لا أثر لها في المستقبل إطلاقاً، مثلاً من واقع الدنيا لو
ذهبت إلى بلد، و درست اختصاصاً نادراً، هناك اختصاصات تدر على
صاحبها في الشهر مليون ليرة، لو ذهبت إلى بلد، و أمضيت فيه بضع
سنوات، و درست، و نلت شهادة نادرة جداً، المؤسسات الضخمة بحاجة
إليك، أو لو جلست مع أصدقائك تلعب النرد، كلاهما عمل، العمل الأول له
أثر مستقبلي، هذه الشهادة هيأت لك دخلاً فلكياً، بينما لعب النرد ليس له
أثر إطلاقاً في المستقبل، الآن: هذا المثل منطلق لو أنك آمنت بالله، لو أنك
تعرفت عليه، لو أنك فكرت في ملكوت السموات و الأرض، لو أنك تعرفت
إلى منهج الله، لو أنك حملت نفسك على طاعته، هذا عمل، لكن أثره
المستقبلي جنة عرضها السموات و الأرض إلى أبد الآبدين، بينما كل
أعمال الدنيا مهما ارتقت تنتهي بالموت، مهما بلغت من مكان رفيع، مهما
بلغت من ثروة طائلة، مهما بلغت من عز الدنيا، لابد من أن توضع في
القبر، فالذي يحصله الإنسان في عمر مديد يخسره في ثانية واحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق