إن الحديث بصوت منخفض مناسب يريح الناس وأن لا يرفع المتحدث
صوته عن القدر المعتاد وخاصة في حضور من هو أعلى منه مكانه
ولا يبالغ المتحدث في الكلام ويرفع صوته فيما لا فائدة فيه والصوت
العالي مزعج ولا راحة معه ولا هدوء يجب علينا أن يكون الحديث بصوت
مريحًا للأذن والنفس وخفيفًا على القلوب .
الصوت المقبول ينصت اليه الناس ويحبون سماعه ويكون مفهوم ويسعد
المستمعين ويصل إلى قلوبهم والمستمعين يقدرون صاحب الصوت
الهادئ وينظرون إليه بنظرة إعجاب وتقدير وهذا ما وصانا به ديننا
الإسلام بالأدب والتأدب في الصوت والحديث .
ومثلنا الأعلى في التحدث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعرف كيف
يبدأ الحديث ويخاطب الناس وإذا تكلم علاه الوقار والسكينة وينساب
العذب من فمه فكان يبهر الناس بحديثه ويأسرهم بصوته الهادئ.
ما أكثر ما جاء إليه مجموعة من الناس يتصفون بالغلظة والشدة
والتعصب واذا ما استمعوا له تنزل عليهم السكينة.
أدبه الرائع في الحديث غير جفوتهم وبدل غلضتهم والكثير منهم أعلنوا
إسلامهم بعد سماع حديثه ناطقين أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله فكان لحديثه الطيب أثر وكان لصوته الهادئ نتيجة
صلى الله عليه وسلم .
من فوائد خفض الصوت هو دليل على حسن الخلق واللطف في الطلب
والصوت المنخفض يحافظ على شعور المستمعين وعدم إيذائهم برفع
الصوت إذن الصوت المنخفض دليل على السكينة وهو للمؤمن زينة.
فجيب في التحدث أن نلتزم الوقار والهدوء والموضوعية فإذا علا الصوت
هبط المنطق وينبغي أن نبتعد عن الانفعالات حتى لا تحدث المشاجرات
الكلامية وينقلب الموضوع إلى خصام وتنافر وعداوات.
فيجب على المتحدث أن لا يتكلم بصوت عالي مزعج وأن لا يتشبه بصوت
الحمير كما ذكر في الآية السابقة فصوت الحمار يضايق النفس ويألمها
فهو أنكر الأصوات وأقبحها وأغلضها إذن علينا أن لا يكون الحديث
بصوت هامس خافت لا يسمع ولا يكون الحديث بصوت عالي مزعج ولكن
يجب أن يكون وسطاً يؤدي الغرض فيستريح المتحدث والسامع إذن اعلم
ان صوتك أيها المتحدث على مفتاح شخصيتك متى ما كان هادي مريح
تكون انسان له وزنه وقدره وهيبته عند المستمعين ولا تكن صاحب
صوت مزعج يبغضه المستمع واستخدم الحكمة في المناقشة وكن حكيمًا
لأن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق