الخميس، 22 أغسطس 2013

دعوة أهل المعاصي و الذنوب و ما يلزم تجاههم


الســــؤال :
 
 ما يلزم المسلم نحو رجل بذيء اللسان، يتكلم بالكلمات المنكرة،
من أقوال شركية ونحوها، ويكثر من الطلاق ويستعين بالجن،
ويأخذ الرشوة وهدم مسجدًا وجعله بيتًا ثم إسطبلا للدواب،
بدعوى إنه سيبني خيرًا منه،
 وفعلاً بني غيره لكنه لا يصلح لأقام الصلاة كالأول،
 وإلى غير ذلك من المنكرات، وإذا نصح لم يقبل ؟ فأفيدونا عما يلزم.
 
الإجــابــة :
 
يجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
 وينصح لكل مسلم :
بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن،
 
 قال الله تعالى :
 
 { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }
[ آل عمران : 110]
 
وقال سبحانه :
 
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
 وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ
وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ الآيات }
[ آل عمران : 104 – 105 ]
 
 وقال سبحانه :
 
{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)
كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
[ المائدة : 78 – 79 ]
 
وقال تعالى :
 
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
[ النحل : 125 ]
 
وقال صلى الله عليه وسلم :
 
( الدين النصيحة، قلنا : لمن يا رسول الله ؟
 قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
 [ رواه مسلم ]
 
 وقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه :
 
( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
 على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم )
[ رواه البخاري ومسلم ]
 
 * والنصح لله هو: الإخلاص لله في القول والعمل، وطاعته.
* والنصح لكتابه : الصدق في الإيمان به،
والعمل بما فيه من أحكام الشريعة.
* والنصح للرسول : الإيمان به وطاعته.
* والنصح لأئمة المسلمين : أن لا يغشهم، وأن يأمرهم بالمعروف،
وينهاهم عن المنكر؛ إن كان أهلاً لذلك،
وأن يعينهم على الخير ويطيعهم في المعروف.
 * والنصح لعموم المسلمين : أن يحب لهم ما يحب لنفسه،
 ولا يخدعهم بقول أو عمل، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر،
وأن يتعاون معهم على البر والتقوى
ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان،
 
ولكن الدعوة إلى سبيل الله على مراتب متفاوتة :
 تعليم الجاهل وإرشاده بالحكمة
 وإلقاء الموعظة التي ترقق القلوب لتلين القلوب القاسية،
 
والجدال بالتي هي أحسن : لمن احتاج إلى ذلك،
فعلى من هو أهل للدعوة إلى الله أن يضع الأمور مواضعها،
 وأن يدعو كل إنسان بما يناسبه، وينزل كلاًّ منزلته؛
 
لقوله تعالى :
 
 { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
[ الأعراف : 199 ]
 
 كما إن الدعاة إلى الخير
ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر درجات
 فمنهم من يقوى على الإنكار باليد،
 ومنهم من يقوى على الإنكار باللسان، فقط،
 ومنهم لا يقوى إلا على الإنكار بالقلب،
 ومنهم من يقوى على الجميع
 
 كما قال صلى الله عليه وسلم :
 
( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه،
 فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )
 
فعلى الداعية إلى الله :
أن يتعرف قدره ومدى قدرته في الأمر والنهي،
وينزل نفسه منزلتها ويدعو بقدر ما تسمح له ظروفه،
علمًا وجاهًا وولاية، ولا يتجاوز طاقته؛ وإلا كان فتنة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق