الجمعة، 23 أغسطس 2013

معنى شهادة أن لا إله إلا الله

 
الســــؤال :
 
 نطلب من سماحتكم
أن تشرحوا لنا معنى الركن الأول من أركان الإسلام ،
 وما يقتضيه ذلك المعنى ، وكيف يتحقق في الإنسان ؟
وما حكم من جهل شيئا منه ؟
 
الإجــابــة :
 
إن الله بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم
إلى الناس عامة عربهم وعجمهم ، جنهم وإنسهم ، ذكورهم وإناثهم،  
يدعوهم إلى توحيد الله والإخلاص له
وإلى الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام
وبما جاء به وإلى الإيمان بجميع المرسلين وبجميع الملائكة ،
والكتب المنزلة من السماء وباليوم الآخر ، وهو البعث والنشور ،
والجزاء والحساب ، والجنة والنار ، وبالقدر خيره وشره ،
 وإن الله قدر الأشياء ، وعلمها وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى ،
فكل شيء يقع فهو بقضاء الله وقدره
( الجزء رقم : 1، الصفحة رقم : 11 )
 
سبحانه وتعالى وأمر الناس أن يقولوا : لا إله إلا الله ،
هذا هو أول شيء دعا إليه ، وهو الركن الأول من أركان الإسلام
  شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
 فلما قال للناس قولوا : لا إله إلا الله ،
وأمر أن يؤمنوا بأنه رسول الله عليه الصلاة والسلام
 امتنع الأكثرون وأنكروا هذه الدعوة ،
 
 وقالت له قريش ما ذكر الله عنهم :
 
{ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }
[ ص : 5 ]
 
وقال سبحانه عنهم :
 
 { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)
 وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ }
[ الصافات : 35 – 36 ]
 
 فاستنكروا هذه الدعوة : لأنهم عاشوا على عبادة الأوثان والأصنام
واتخاذ الآلهة مع الله عز وجل ،
ولهذا أنكروا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام
 إلى توحيد الله والإخلاص له ،
وهذا الذي دعا إليه صلى الله عليه وسلم
هو الذي دعت إليه الرسل جميعا
 
 
كما قال سبحانه وتعالى :
 
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }
[ النحل : 36 ]

وقال سبحانه :
 
 { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ
أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ  }
[ الأنبياء : 25 ]
 
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى بعنهما
 عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال  : 
 
( بني الإسلام على خمس يعني : على خمس دعائم :
 شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت )

وفي الصحيح أيضا عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
أن النبي - صلى الله عليه وسلم –
 
( أتاه سائل يسأله في صورة رجل
 شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر
ولا يعرفه من الحاضرين أحد ، فقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟
فقال : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان
وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا "  قال : صدقت.
قال الصحابة  : فعجبنا له يسأله ويصدقه ثم قال : ما الإيمان؟  
قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال صدقت قال : فأخبرني عن الإحسان؟
قال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ,
ثم أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم –
أن هذا هو جبرائيل أتاهم يعلمهم دينهم ،
لما لم يسألوا أتاهم جبرائيل بأمر الله يسأله عن هذا الدين العظيم
حتى يتعلموا ويستفيدوا )  الحديث
 
 فدين الإسلام مبني على هذه الأركان الخمسة الظاهرة  :
أولها : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ثانيها : إقام الصلوات الخمس.
ثالثها : أداء الزكاة.
رابعها : صوم رمضان.
خامسها : حج بيت الله الحرام.
 
وعلى أركان باطنة إيمانية في القلب :
وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ،
 واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
 
فلا بد من هذه الأصول
 ولا بد أن يؤمن المكلف بهذه الأصول الستة الباطنية
التي تتعلق بالقلب،
 فيؤمن أن الله ربه وإلهه ومعبودة الحق سبحانه وتعالى ،
ويؤمن بملائكة الله وبكتب الله التي أنزلها على الأنبياء
من التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وغير ذلك،
 ويؤمن أيضا : بالرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده
 أولهم : نوح  وآخرهم : محمد عليه الصلاة والسلام ،
وهم كثيرون بين الله بعضهم في القرآن العظيم ،
 ويؤمن أيضا : باليوم الآخر والبعث بعد الموت
والجزاء من عند الله عز وجل وأن أهل الإيمان لهم السعادة ،
 وأهل الكفر لهم الخيبة والندامة والنار ،
ولا بد من الإيمان بالقدر خيره وشره ،
 وأن الله قدر الأشياء وعلمها وكتبها وأحصاها
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
 وكل ما يقع في الوجود من خير وشر وطاعة ومعصية
فقد سبق بهذا علم الله وكتابته وقدره سبحانه وتعالى.
فالأصل العظيم الأول : الذي طالبت به الرسل هو الإيمان
 بأن الله هو الإله الحق سبحانه وتعالى ،
وهذا هو معنى : شهادة أن لا إله إلا الله ،
هذا أصل أصيل أجمعت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام
 كلهم دعوا إلى هذا الأصل الأصيل ،
 
وهو أن يؤمن الناس بأن الله هو الإله الحق وأنه لا معبود بحق سواه
وهذا هو معنى لا إله إلا الله أي : لا معبود حق إلا الله ،
 وما عبده الناس من أصنام أو أشجار أو أحجار أو أنبياء أو أولياء
أو ملائكة كله باطل ،
 
 العبادة بالحق لله وحده سبحانه وتعالى :
 
{ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }
[ البقرة : 163 ]

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ }
[ الإسراء : 23 ]
 
 { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
[ الفاتحة : 5 ]
 
{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }
[ البينة : 5 ]
 
ولا بد مع هذا الأصل من الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام من عهد نوح الإيمان بنوح ، وفي عهد هود الإيمان بهود ،
 مع توحيد الله ، وفي عهد صالح الإيمان بصالح ،
مع توحيد الله وهكذا في عهد كل رسول لا بد من توحيد الله ،
 والإيمان : بأنه لا إله إلا الله ولا بد من الإيمان بالرسول
 الذي بلغ الرسالة في عهده إلى آخرهم عيسى عليه الصلاة والسلام،
آخر الأنبياء بني إسرائيل ،
ثم بعث الله خاتمهم وأفضلهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ،
فعيسى هو آخر أنبياء بني إسرائيل ،
 ومحمد هو آخر الأنبياء وخاتم الأنبياء جميعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق