الخميس، 28 سبتمبر 2017

الأمثال في السنة


الأمثال في السنة
مثل النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته لأمته

عَنْ قَبِيصَةَ بنِ الْمُخَارِقِ وَزُهَيْرِ بنِ عَمْرٍو قَالَا: لَمَّا نَزَلَت

{ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }

قَالَ: انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ,

فَعَلَا أَعْلَاهَا حَجَرًا, ثُمَّ نَادَى: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهْ! إِنِّي نَذِيرٌ؛

إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ, فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ,

فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ, فَجَعَلَ يَهْتِفُ:

يَا صَبَاحَاهْ! (1).

شرح المفردات(2):

( الرَّضْمَة ) بِفَتْحِ الرَّاء وَإِسْكَان الضَّاد الْمُعْجَمَة, وَبِفَتْحِهَا لُغَتَانِ,

وَالرَّضْمَة وَاحِدَة الرَّضْم, وَالرِّضَام, وَهِيَ: صُخُور عِظَام بَعْضهَا

فَوْق بَعْض, وَقِيلَ هِيَ دُون الْهِضَاب.

( يَرْبَأ ):

فَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاء وَإِسْكَان الرَّاء وَبَعْدهَا بَاء مُوَحَّدَة ثُمَّ هَمْزَة عَلَى

وَزْن يَقْرَأ, وَمَعْنَاهُ: يَحْفَظهُمْ وَيَتَطَلَّع لَهُمْ, وَيُقَال لِفَاعِلِ ذَلِكَ

( رَبِيئَة ) وَهُوَ الْعَيْن وَالطَّلِيعَة الَّذِي يَنْظُر لِلْقَوْمِ لِئَلَّا يَدْهَمَهُم الْعَدُوّ,

وَلَا يَكُون فِي الْغَالِب إِلَّا عَلَى جَبَل أَوْ شَرَف أَوْ شَيْء مُرْتَفِع لِيَنْظُرَ

إِلَى بُعْد.

( يَهْتِف )

فَبِفَتْحِ الْيَاء وَكَسْر التَّاء, وَمَعْنَاهُ: يَصِيح وَيَصْرُخ.

( يَا صَبَاحَاهُ )

كَلِمَة يَعْتَادُونَهَا عِنْد وُقُوع أَمْر عَظِيم فَيَقُولُونَهَا لِيَجْتَمِعُوا وَيَتَأَهَّبُوا لَهُ،

وخص هذا الوقت لأنه كان الأغلب لوقت الغارة فكأن المعنى جاء

وقت القتال فتأهبوا.

من فوائد الحديث:

1- مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى امتثال أمر ربه

بدعوة أهله وعشيرته، والبداءة بهم قبل غيرهم.

2- بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على عشيرته وقومه،

وحرصه على نجاتهم من عذاب الله تعالى وعقوبته.

3- فضل الدعوة إلى الله عز وجل وأنها من أفضل القربات إليه،

قال تعالى:

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ

إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) (3)،

وهي وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وخواص أتباعهم،

فعلى المسلم أن يعنى بذلك وأن يجتهد في الدعوة إلى الله على علم

وبصيرة قدر وسعه وطاقته.

(1) - صحيح البخاري، برقم: (4801)، وصحيح مسلم،

برقم: (207)، واللفظ له.

(2) - شرح مسلم للنووي، 3/ 82.

(3) - صحيح البخاري، برقم: (3701)، وصحيح مسلم،

برقم: (6376).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق