الاثنين، 25 سبتمبر 2017

فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء


يعد اليوم العاشر من شهر الله المحرّم هو يوم عاشوراء حسب ما وردنا

على الصّحيح، وهو ما يراه جمهور العلماء أيضاً، وهو ليس اليوم

التّاسع كما يقال، وذلك لأنّ كلمة عاشوراء جاءت هنا بمعنى

اليوم العاشر، وهذا هو سبب الاشتقاق والتّسمية،

وبالتالي فإنّ اليوم التّاسع يسمّى تاسوعاء.

وقد ورد أنّ جزاء من صام يوم عاشوراء هو تكفير ذنوب العام

الذي مضى، وذلك لما ورد في صحيح مسلم

(أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟

فقال: يكفّر السّنة الماضية).

كما ورد عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول –

صلّى الله عليه وسلّم - قال:

(صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين:

الماضية والمستقبَلة)

رواه النَّسائي في السّنن الكبرى ،

وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال:

(ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على

غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان)

رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد .

سبب صيام عاشوراء

إنّ السّبب الرّئيسي وراء مشروعيّة صيام يوم عاشوراء هو

أنّ الله عزّ وجلّ قد أنجى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وبني إسرائيل

من قبضة فرعون وقومه، ففي ما روى البخاري ومسلم عن ابن

عباس رضي الله عنهما قال:

(قدم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - المدينة فرأى اليهود تصوم

يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى

الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى - عند مسلم شكراً –

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه).

وممّا ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت:

(كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله

- صلّى الله عليه وسلّم - يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه،

وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه)

رواه البخاري ومسلم ،

وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال:

سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:

(إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن

شاء صام، ومن شاء فليفطر)

رواه البخاري ومسلم .

كما أنّه يستحبّ للمسلم أن يصوم اليوم التّاسع مع اليوم العاشر من شهر محرّم ،

وذلك لما ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

(لمّا صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله،

إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى، فقال: إذا كان عام المقبل إن شاء الله

صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله

صلّى الله عليه وسلّم)

رواه مسلم.

مراتب صيام عاشوراء

إنّ مراتب صيام يوم عاشوراء هي ثلاثة وردت في قول ابن القيّم:

(فمراتب صومه ‏ثلاثة: أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم،

ويلي ذلك أن يصام التّاسع والعاشر، وعليه ‏أكثر الأحاديث،

ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصّوم. وأمّا إفراد التاسع، فمن نقص

‏فهم الآثار، وعدم تتبع ألفاظها وطرقها، وهو بعيد من اللغة والشّرع)

زاد ‏المعاد لابن القيم .

وقد ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال:

(حين صام رسول ‏الله - صلّى الله عليه وسلّم - يوم عاشوراء،

وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله: إنّه يوم تعظّمه ‏اليهود والنّصارى!

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فإذا كان العام المقبل

إن شاء ‏الله، صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل،

حتى توفّي رسول الله صلّى الله عليه ‏وسلّم)

رواه مسلم .

وورد عند الإمام أحمد في ‏المسند، والبيهقي في السّنن ،

عن ابن عباس، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:

(صوموا يوم ‏عاشوراء وخالفوا فيه اليهود: صوموا قبله يوماً،

وبعده يوماً)،

وعند الإمام أحمد أيضاً وابن خزيمة:

(صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق