الاثنين، 25 سبتمبر 2017

فوائد من كتاب الرقائق (الجزء الأول)


فوائد

قال سفيان: ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي إنها تنقلب علي.

إذا أراد أن يجاهد نفسه يجد تقلبات، ولا يدري أهو في

إخلاص أم رياء، وهذا طبيعي أن يشعر أنه في صراع لا تسلم له

نفسه دائماً فهو يتعرض لهجمات من الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء، وهذا فيه خير،

أما من اطمأنت نفسه بحاله فهذه هي المشكلة.

عن داود الطائي: رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية

وكفاك به خيراً وإن لم تنضب.

أي حتى وإن لم تتعب فإن ما حصلته من اجتماع نفسك لله

وإخراج حظوظ النفس من قلبك، هذا أمر عظيم.

قالت صفية رضي الله عنها: إن امرأة اشتكت إلى عائشة رضي الله عنها قسوة قلبها.

فقالت لها: أكثري ذكر الموت يرق قلبك، ففعلت فرق قلبها فجاءت

تشكر عائشة رضي الله عنها.

قال إبراهيم التيمي: شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت،

والوقوف بين يدي الله - عز وجل - .

كان الربيع بن خيثم قد حفر قبرًا في داره، فكان ينام فيه كل يوم مرات،

وكان يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة واحدة لفسد.

كتب بعض الحكماء إلى رجل من إخوانه: يا أخي احذر الموت

في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى فيها الموت فلا تجده.

قال مالك بن ينار: لو يعلم الخلائق ماذا يستقبلون غداً ما لذوا

بعيش أبداً.

قال بعض السلف: اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب

ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت بمجردها لكان جديراً بأن

يتنغص عليه عيشه ويتكدر عليه سروره ويفارقه سهوه وغفلته

قال الدقاق رحمه الله تعالى: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة،

وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب

بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف،

والتكاسل في العبادة.

قال الحسن رحمه الله تعالى: إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم

نعيمهم، فالتمسوا عشياً لا موت فيه.

قال يزيد بن تميم: من لم يردعه الموت والقرآن ثم تناطحت عنده

الجبال لم يرتدع .
عن ميمون بن مهران قال: خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى المقابر

فلما نظر إلى القبور بكى ثم قال يا أيوب هذه قبور أبائي بني أمية،

كأنهم لم يشركوا أهل الدنيا في لذاتهم وعيشتهم،

أما تراهم صرعى فدخلت بهم المثلات، واستحكم فيهم البلاء،

فأصابت الهوام في أبدانهم مقيلاً، ثم بكى حتى غشي عليه ثم أفاق

فقال: فانطلق بنا فو الله ما أعلم أحداً أنعم ممن صار إلى هذه القبور

وقد أمن من عذاب الله عز وجل.

عن الفرات بن سليمان قال كان الحسن يقول إن المؤمنين
قوم ذلت

والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل

مرضى وهم والله أصحاب القلوب ألا تراه يقول

{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ }

[فاطر:43]

والله لقد كابدوا في الدنيا

حزنا شديدا وجرى عليهم ما جرى على من كان قبلهم والله

ما أحزنهم ما أحزن الناس ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف

من النار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق