الاثنين، 11 يونيو 2018

نداءات المؤمنين (2)


الأشياء المحرمة لذاتها و الأشياء المحرمة لغيرها:

لكن العلماء قالوا: هناك شيء محرم لذاته وشيء محرم لغيره، أن
يأكل الإنسان لحم خنزير نقول: هذا حرام لذاته، وأن يدخل الإنسان إلى
مطعم ويأكل طعاماً حلالاً دون أن يدفع الثمن هذا حرام، لا لذات الطعام
بل لغير الطعام، فإذا قال الله عز وجل:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172) }

( سورة البقرة )

يعني كلوا طعاماً حلالاً، وكلوا طعاماً وفق منهج الله، ادفعوا ثمنه،
وسموا بسم الله الرحمن الرحيم، كي تتذكروا أن هذا الطعام الذي أمامك
هو من فضل الله عليك، وشيء آخر أن تتذكر منهج الله في الأكل
والشرب، يا أيها الذين آمنوا يا من آمنتم بوجودي، و وحدانيتي،
وكمالي، وبأسمائي الحسنى، آمنتم بعدلي وقدرتي وحكمتي،
آمنتم بفضلي وكيف أنعمت عليكم:

{ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172) }

( سورة البقرة )

ليكن الطعام مباحاً وليكن ثمنه من مال حلال:

( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )

[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس ]

زرت صديقاً لي في أحد الأعياد فاستقبلني والده، أراد أن يعرفني
بعمره قال لي: أنا عمري ست و تسعون سنة ، وقد أجريت البارحة
فحوصا كاملة، والنتائج كلها طبيعية ثم عرج على هذا فقال:
والله ما أكلت حراماً في حياتي و لا أعرف الحرام، لا حرام النساء
ولا حرام المال.

من حفظ النعمة في الصغر حفظه الله في الكبر:

لذلك هذا الذي سئل يا سيدي، ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟
قال: يا بني حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر،
من عاش تقياً عاش قوياً .

{ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172) }

( سورة البقرة )

يجب أن تعزو هذه النعمة إلى الله، أنا سمعت بالحرب العالمية الثانية
كان رغيف الخبز يباع بليرة ذهبية، هناك قصة فرنسية مترجمة أن
إنساناً ضلّ الطريق في الصحراء فكاد يموت جوعاً وعطشاً، حالت منه
التفاتة فرأى عن بعد شجرة فهرع نحوها فإذا إلى جانبها غدير فشرب
حتى ارتوى، لكنه على وشك الموت جوعاً ثم تولى إلى الظلّ فلاحت
منه التفاتة فإذا بكيس كبير فسرّ به سروراً عظيماً وهو يحسب أن
فيه خبزاً فتح الكيس فلم يجد فيه إلا لآلئ فصاح أسفاً وقائلاً
وا أسفاه هذه لآلئ.
يعني إذا شخص معه مئة مليون ورق وما في خبز، لذلك أغنى رجل
في العالم روتشيلد كان يقرض الحكومة البريطانية، دخل إلى غرفة
الأموال أغلق الباب خطأ وصاح فلم يستجب له أحد ومات جوعاً،
وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة جرح أصبعه وكتب على الجدار أغنى
رجل في العالم يموت جوعاً، هذا كأس الماء لا يقدر بثمن، يا أمير
المؤمنين بكم تشتري هذا الكأس من الماء إذا منِعت عنك ؟
قال: بنصف ملكي، قال: فإذا منع إخراجه ؟
قال: بنصفي ملكي الآخر.
فكأس الماء نعمة، رغيف الخبز نعمة، قطعة الجبن نعمة، لي
صديق فقد حريته لخمسين يوماً فلما أطلق سراحه ودخل إلى بيته
قالت له زوجته: ما عندنا شيء، فبكى ذكر لها ما في البيت من مؤونة
ومن مواد أولية تكفي لسنة فبكى استحياء من الله عز وجل، الطعام
من نعم الله الكبرى يجب أن نأكله حلالاً أي اشتري بمال حلال:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ
إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172) }

( سورة البقرة )

المؤمن مع المنعم و غير المؤمن مع النعمة:

أما الذي كفروا:

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) }

( سورة محمد)

المؤمن مع المنعم أما غير المؤمن مع النعمة، وفرق كبير بين أن
تخترق النعمة إلى المنعم، تصور إنسان دخل لبيت ليأكل في طعام ما لذّ وطاب،
عينه على الطعام أكل حتى شبع، ثم مشى وخرج من البيت، ثم لم ينتبه
لصاحب هذا البيت، لصاحب هذه الدعوى، لمن قدم له هذا الطعام،
إنسان لئيم فلذلك:

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) }

( سورة محمد)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق