الجمعة، 15 يونيو 2018

جمال الكلمة

جمال الكلمة وحسن العبارة وورعة الألفاظ
وزينة المنطق وخفة الظل
كم تكون عظيمة في ظاهرها وأثرها
حينما تكون عادة في حياة الإنسان وسليقة على لسانه
وعفوية وطبيعة في ألفاظه وتعاملاته.


أولئك الذين يتمتعون بهذه النعمة العظيمة
هم في القلوب ساكنون وفي الذاكرة مخلّدون ،
هم قوم ماهرون ، وللقلوب والأرواح مشترون بل ساحرون

أولئك سرعان ما تعانقهم الأرواح وتألفهم القلوب
وتصافحهم النفوس وتقبل عليهم الأبدان
بدون مقدمات ولا استئذان

أولئك قوم يعيشون مع الآخرين
بفيض مشاعرهم
وجمال أرواحهم وكلماتهم لا أبدانهم

إنها هداية إلهية ونعمة ربانية
قليل بل في عداد النادرين أصحابها

قال الله تعالي :

{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ }
[ الحج : 24 ]


قال الله تعالي :

{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
[ الإسراء : 53 ]

إنهم يعيشون قمة في السعادة
وطمأنينة في الحياة وطيب المعشر ,
إنهم قوم تنعكس سعادتهم على الآخرين في بيوتهم
ومع أصدقائهم و جيرانهم وفي و ظائفهم وأعمالهم
ومؤسساتهم ودعوتهم للآخرين

لايمل حديثهم ولا تتكدر النفوس منهم
والنَّاس منهم في عهد وأمان ,
كلامهم يعلوه الجمال ومجالسهم يكسوها البهاء
وأرواحهم جمال في جمال

تود النفوس أن تكون الحياة كلها معهم
لأنها قلوب مرهفة وألسنة عذبة.

أخٌ طاهرُ الأخلاق عَذبٌ كأنّه -- جنى النحل ممزوجاً بماء غمام

حق للقلوب أن تحبها وتلهج الألسن بذكرها
وحق للأرواح أن تفقدها والعيون أن تبكيها والنفوس أن تبرها
وتوفي لها أجمل الوفاء والدعاء

الكلمة الطيبة صدقة ،
ومن لانت كلمته وجبت محبته وعظم أجره وأثره ،
تفتح القلوب وتكسر المغاليق
وتنهي الخصومات وحزازات الصدور


الكلمة الطيبة من الوالي والرئيس
والمسؤول والعالم والقاضي والداعية
لها دوي وأثر في النفوس ما ليس لغيرهم

كم ستنعم القلوب وترقى النفوس وتسمو البيوت
والعلاقات والحياة بذلك


· هلموا هلموا إلى ظلال الكلمة العذبة
والأرواح النقية والمشاعر الصادقة


· هلموا إلى مغالبة النفس وحظوظها
والهوى وترويضها لجمال الروح والألسن لله
وفي الله لا طلباً لمدح وثناء، والتوفيق توفيق


· هلموا بذلك الجمال إلى الناس كلهم ،
ولا تحبسوه عن قوم دون قوم

· احذروا من أن يقال أن ذلك ضعف وإنزال من قدرنا ومقدارنا
واستهانة بنفوسنا وتسجيل مواقف وإثبات شخصية ،
ولكم في أعظم إنسان أحسن الاقتداء ﷺ ،
وادفع بالتي هي أحسن

· لا تكن ثوباً أبيضاً فيه نقطة سوداء تلفت النظر
وتنقص الثمن وتكسد السلعة ، كم من ذكي ألمعي،
ومثقف باهر، وعالم بارع في فنون العلم زهد الناس
في علمه لحدة لسانه وعبارته وفضاضته

( مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ ،
وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ )



اللهم جَمَّل وطيّب كلامنا وأرواحنا بما يرضيك ،
اللهم نصرك ورحمتك على أهل حلب والمسلمين
وجنودنا أجمعين

كتبه أبوعبد الرحمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق