الخميس، 17 يناير 2019

صراع في داخلي

صراع في داخلي

أ. عائشة الحكمي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أشكركم شكرًا جزيلاً على هذا الموقع الرائع، جعَله الله في

ميزان حسناتكم، سأتحدَّث عن مشكلتي وهي: أنا فتاة تخرَّجت في الجامعة

السنة الماضية تَخصُّص لغة إنجليزية، وكنت من الأوائل على الدفعة،

قدَّمت للإعادة في الجامعة بعد تخرُّجي بـ 8 شهور، ورُشِّحت للمقابلة،

عِشْت فترة مليئة بالقَلَق والتوتُّر فورَ عِلْمي بترشُّحي للإعادة، لكن - بفضْل الله،

ثم عزيمتي وإصراري، ودعوات والديّ - اجْتَزت المقابلة

بسلامٍ، لكن إلى الآن لَم تُعْلَن النتائج.

الفترة الحاليَّة أشعر أنني متخوِّفة جدًّا من هذه الوظيفة، يكْمُن خوفي

في أنني قد لا أستطيع العمل بدوري جيدًا، والتميُّز في مجالي؛

حيث إنني دقيقة ونظاميَّة جدًّا، ولا أرْضى عن التميُّز شيئًا،

ومن داخلي أشعر أنني لا أستطيع تحقيقَ ذلك، أيضًا متخوِّفة من ناحية

الابتعاث الذي هو من شروط الجامعة، فلا يوجد لَدَي مَحْرم،

وأنا أتمنَّى من الله أن يحقِّق لي ذلك؛ لأنال شهادة الماجستير والدكتوراه،

مع العلم أيضًا فأنا متخوِّفة منه، لكن حتى أحقِّق طموحي يجب عليّ فعْلُ ذلك.

صراعٌ في داخلي، لا أدري ماذا أفعل؟ هل أقبلُ الوظيفة مع يقيني أنني

سأُلاقي صعوبات في البداية، لكن سأنال الأخير،

أو أنْسَحِب وأقدِّم في وظائف التعليم العام؟

حتى لو فعلتُ ذلك أحسُّ أنني لن أرتاحَ؛ لأن أُمنيني إكمال دراستي التي

تتوفَّر لي في وظيفة الإعادة، أرجو منكم إرشادي، جزاكم الله خيرًا.

الجواب

أُختي العزيزة، وفَّقكِ الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إذا تَمَّ قَبولكِ - بمشيئة الله - كمُعيدة في الجامعة، فأنا أوَّل المبارِكات

والمشجِّعات لكِ، فلا تتأخَّري في قَبول الوظيفة، واسأَلي الله العونَ والتوفيق،

ثم استفيدي من تجارِب ونصائح صديقاتكِ، ومعارفكِ وأستاذاتكِ

في الجامعة، ممن له تجربة مميَّزة في الإعادة.

أمَّا تخوُّفكِ من الوظيفة، فهو شعور طبيعي، ما من أحدٍ إلاَّ وقد مرَّ بمثْل

هذه المخاوف والمشاعر في وقتٍ ما من حياته العلميَّة والعمليَّة؛

فالبدايات دائمًا صعبة، لكنها تُصبح اعتياديَّة جدًّا مع مرور الوقت،

فقط قدِّمي كلَّ ما يُمكنكِ تقديمه خالصًا لوجْه الله تعالى، وعسى الله أن يتقبَّل منكِ،

ويُعينكِ، ويُوفِّقكِ، ويرفع من منازلكِ في الدنيا والآخرة، اللهمَّ آمين.

حقيقةً، لا أمْلِك إلاَّ الدعاء لكِ؛ لأنه ليس بيدي الآن سوى الدعاء،

أمَّا النصيحة المثْلَى، فموضعها بعد إعلان نتيجة المقابلة - إن شاء الله -

فلرُبَّما اختلفَت الأمور، وليس من طبعي تعجُّل القَدر، فلا تتعجَّليه أنتِ أيضًا،

وحتى تُعلَن النتيجة، لكِ مني كلُّ الأُمنيات الطيبة،

والدعوات القلبيَّة الصادقة بالتوفيق.

دُمْتِ بألف خيرٍ.

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق