السبت، 19 يناير 2019

آلآم أرملة ! (2)

آلآم أرملة ! (2)

الأرملة في ديننا تنال كل تكريم ورعاية واهتمام

بل أكثر اللاتي تزوجهن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأرامل , فقد

جعل الإسلام للمرأة الأرملة المنزلة الكريمة , بل جعل الإسلام رعايتها

من القربات إلى الله تعالى , كما أن مساعدتها على قضاء حوائجها له

فضل عظيم عنده سبحانه , مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة

( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل , الصائم النهار )

رواه البخاري .

لكن إذا كانت الأرملة قدر الله تعالى لها أن تفقد زوجها فليس معنى ذلك

أن تمنع من ممارسة حقها في الحياة الكريمة . فموت الزوج ليس معناه

نهاية الحياة بالنسبة للزوجة , وليس معناه أن تعيش بقية حياتها في

أغلال وقيود لقب الأرملة .

وللاسف فإنها عندما تفكر في الزواج مثلا تنهال عليها سيول الاتهامات

والنظرات المشينة من قبل البعض , على الرغم أن الإسلام بشريعته

السمحة يدعم الأرملة ويساعدها على التفاعل مع المجتمع , لكنها عندما

تحاول الانخراط والتفاعل مع من حولها من الجيران والأقارب قد تجد من

حولها من النساء الخوف من الاقتراب منها فالكل يتخوف منها على زوجه ,

ما يدفعها أن تحبس وحيدة تعيش على ذكريات الماضي ,

بل تكون مرتعا لوسوسة الشيطان .

لقد اعتبر الاسلام الزواج حقا للأرملة أجازه لها الشرع بعد انتهاء العدة ,

وهي أربعة أشهر وعشرة أيام أو وضع الحمل إن كانت حاملا ,

فلها أن تتزوج لتكمل حياتها في ظل أسرة مسلمة ..

وقد تلجأ المرأة الأرملة للزواج عندما تشعر أنها بحاجة لرجل يقوم

بدور الأب عندما تفقد استطاعتها في السيطرة على أبنائها , إضافة إلى

المساندة المادية , أما من الناحية النفسية فإنها تلجأ للزواج لكثرة ما يلاحقها من

آلام ومخاطر , فتنظر إلى الزواج كبداية لإعادة ترتيب أوراقها من جديد .

على الجانب الآخر , تنال المرأة الأرملة الاحترام من المجتمع إذا أوقفت نفسها

لأولادها وتفرغت لهم ورفضت الزواج بعد وفاة زوجها , خصوصا

إذا كبر ابناؤها وكبرت هي ايضا في العمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق