الأربعاء، 16 يناير 2019

من كلام العلماء

من عجائب الاستغفار (5)


لخالد بن سليمان بن علي الربعي



من كلام العلماء ( الجزء اﻷول )



من كلام العلماء

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :

(... فالتقوى فعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه ولهذا قال

الله تعالى :

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}

[غافر : 55]

فأمره مع الاستغفار بالصبر؛ فإن العباد لا بد لهم من الاستغفار

أولهم وآخرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :

( يا أيها الناس توبوا إلى ربكم؛ فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله

وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ).

وقد ذكر عن آدم أبي البشر عليه السلام أنه استغفر ربه وتاب إليه فاجتباه

ربه فتاب عليه وهداه، وعن إبليس أبي الجن - لعنه الله - أنه أصر متعلقًا

بالقدر فلعنه وأقصاه؛ فمن أذنب وتاب وندم فقد أشبه أباه، ومن أشبه

أباه فما ظلم .

و لهذا قرن الله - سبحانه - بين التوحيد و الاستغفار في غير آية ؛

كما قال تعالى :

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}

[محمد : 19] .

وقال تعالى :

{فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}

[فصلت : 6] .

وفي الحديث الذي رواه ابن أبي عاصم وغيره يقول الشيطان :

( أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت

ذلك بثثت فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يتوبون؛

لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا ) .

وقد ذكر سبحانه عن ذي النون أنه :

{فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}

[الأنبياء: 87]،

قال تعالى :

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}

[الأنبياء : 88]،

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه )

(مجموع الفتاوى) .

وقال أيضًا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني

وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما

صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر

الذنوب إلا أنت. من قالها إذا أصبح موقنًا بها فمات في يومه دخل الجنة،

ومن قالها إذا أمسي موقنًا بها فمات من ليلته؛ دخل الجنة )؛

فالعبد دائمًا بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر وذنب منه يحتاج فيه

إلى الاستغفار، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائمًا؛ فإنه لا يزال

يتقلب في نعم الله وآلائه ولا يزال محتاجا إلى التوبة والاستغفار،

ولهذا كان سيد ولد آدم وإمام المتقين محمد يستغفر في جميع الأحوال، وقال في

الحديث الصحيح الذي رواه البخاري :

( أيها الناس توبوا إلى ربكم؛ فإني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر

من سبعين مرة )

وقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما :

( كنا نعد لرسول الله في المجلس الواحد يقول :

( رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور )

مائة مرة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق