الأربعاء، 16 يناير 2019

الهمة والعزيمة

الهمة والعزيمة

أ. شروق الجبوري

السؤال

إلى مَن يهمه أمري، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمَّا بعدُ:

فكثيرًا ما أعاني من ضَعف الهِمَّة والعزيمة، عندما أُفكر في إنجاز بعض

الأمور كالاستعداد للامتحانات؛ حيث إني لا أُذاكِر إلاَّ يوم الامتحان أو

الليلة التي قبلها، وقِسْ على ذلك كثيرًا من الأمور، أرجوكم وجِّهوني؛

لأني أُريد أن أُطَوِّر نفسي في عدَّة نواحٍ، وأفشل في ذلك بسبب ضَعف الهِمَّة والعزيمة،

وجزاكم الله خيرًا، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحْبه أجمعين.

الجواب

أُختي الحبيبة، إنَّ من أهمِّ أسباب ضَعف الهِمَّة والعزيمة والتكاسُل ف

ي أداء المهمات الهمومَ والأحزان، ومشاعر القلق وكل ما يتعلَّق بتلك الأمور،

فإنَّ انشغال الفِكر بالهموم ومتاعب الدنيا، توهِن الجسم وتُشعره بالتعب،

رغم عدم قيامه بجُهد كبيرٍ، بينما يمكن للإنسان - الذي يشعر بسعادةٍ ما

- أن يقومَ بأعمال كثيرة مَهْمَا بلَغ جهدها، ولا يشعر إلاَّ بتعبٍ جسدي

لا يُحْسَب له حسابٌ؛ ولذا تَجدين يا عزيزتي أنَّ الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام -

قد استعاذ من الهَمِّ والحَزَن، ثم تعوَّذ من العجز والكسل.

كما أن للتعوُّد على سلوك التسويف وعدم الالتزام بأداء المهامِّ والواجبات

منذ الصِّغر، أثرَه أيضًا فيما تشتكين منه الآن، خاصة فيما يتعلَّق بأساليب

الدراسة وتحديد أوقاتها اليوميَّة؛ حيث إنَّ تعوُّدَ الإهمال في المراحل الدراسية

الأولى يستمرُّ في المراحل الأخرى، إذا لَم يتمَّ توجيهه

وضبْطه من الوالدين والمُدَرِّسين، والطالب نفسه.

ولهذا يا عزيزتي، أنْصحك باختيار عملٍ وبحسب أهميَّته نسبةً إلى باقي المهام،

وداوِمي على أداء اليسير منه مدةً من الزمن؛ حتى يُصبح أداؤك له

عادة تقومين بها بشكلٍ تلقائي، ولا تشعرين بثِقَلها، والفكرة من هذا المبدأ

هي عدم إنهاك نفسك وإجهادها بأداء الكثير - حتى لو تحمَّسْتِ لأدائه

- وأن تُدَربي نفسك على أداء القليل، وعندها لن يتسرَّب

المَلل إلى نفسك والتثاقُل من القيام بذلك.

ثم اعْمدِي لتعزيز أدائك هذا إيجابيًّا في نفسك، بأن تُتبعيه بتحقيق أمْرٍ

تحبُّه نفسك بما هو مُتاح شرعًا؛ ليكون بمثابة مكافئة لنفسك على ما قُمتِ به،

أمَّا إنْ لَم تتمكَّني من إتمام ذلك العمل أو أخْفَقتِ في المداومة عليه،

فإيَّاك أن توبِّخي نفسك أو تجلديها، ولكن أَعيدي العزم على أدائه والقيام به،

وداوِمي على ذلك؛ لتجعليه سلوكك ونَهْجكِ مَهْمَا تكرَّر الإخفاق.

ولا يَفوتني أن أُذَكِّرك يا عزيزتي بالاستعانة بالله تعالى على أمْرك،

وادْعِيه أن يمنَّ عليكِ بالعزم والقوة، وتيسير أداء مَهامك بعد التوكُّل عليه

- عزَّ وجلَّ - كما أدعوه تعالى أن يمنَّ عليك بهذا الفضل،

وينفع بك؛ إنه تعالى سميع مُجيب.

منقول للفائدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق