الاثنين، 15 أبريل 2019

أعاني من الوساوس والضغوط النفسية (2)


أعاني من الوساوس والضغوط النفسية (2)

ومن جديد بدَأتِ تمارسين الهروب والتأقلم السلبي بكثرة تناول الطعام،

ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، والتفكير في التخلص من حياتك.

اهدَئي يا بنتي؛ فأنت غالية عند الله عز وجل، وقد منحك الحياة لتنعمي

بها وبطيباتها، لقد كرَّمك وأعزَّك، فلا تبخسي نفسك قدرها.



أنت تحتاجين لإعادة تقييم نظرتك لذاتك وللحياة، انظري لجمال الحياة

يا بنتي، انظري للحياة ولنفسك نظرة إيجابية، اخرُجي من حدود أسوار

غُرفتك وعُزلتك؛ لتستمتعي بالحياة وبالعلاقات الطيبة مع أناس طيبين مثلك!



املئي وقتَك بكل ما هو إيجابي، مارسي الأنشطة المختلفة التي تجدين

لها وقعًا طيبًا على نفسك، وتَمنحك الشعور بالسعادة والرضا عن ذاتك وعن حياتك.

أَضيفي لحياتك بعض الأمور المبهجة، وابتعدي عن كلِّ ما يثير

الحزن والتشاؤم واليأس، ابتعدي عن الأخبار غير السارة،

والحكايات المؤلمة والمخيفة، ابتعدي عن السلبيين، وتقرَّبي

من الإيجابيين أصحاب النفوس والكلمات المضيئة!



بتكوينك لعادات إيجابية جديدة، ستبدأ السعادة في الدخول تدريجيًّا إلى

حياتك، ويبدأ التوتر والقلق والضغط النفسي في الاختفاء رويدًا رويدًا.



كذلك عليك أن تعلمي أننا كلما اقتربنا من الله عز وجل، ارتفعت معدلات

المشاعر الإيجابية لدينا، وكلما ابتعدنا عنه سبحانه وتعالى، حاصرتنا

سجونُ الخوف والقلق والتوتر والاكتئاب، فأنتِ أشدُّ ما تحتاجين الآن

للعودة إلى ربِّك، واستشعار حلاوة القرب منه عز وجل، افتحي

مصحفك يا بنتي، فلا بد أنه قد اشتاق إليك، أفلا تشتاق روحُك أنتِ إليه؟

بالطبع تشتاق حتى ولو ظننتِ غير ذلك، فأنت فتاة مرهفة المشاع

ر جميلة الأحاسيس، ومرهفو الحس لا تُطيق قلوبُهم

طول البعاد عن خالقهم وعن كتابه عز وجل.

اسجدي لربك وابكي بين يديه، فلا بد أن قلبك اشتاق للحظة السجود الجميلة،

ولا بد أن عينيك في شوقٍ لأن تغسلهما دموعُ العودة إلى الله عز وجل،

اقتربي أكثر من ربك، وأكثري من ذكر الله، ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله،

ومن الاستغفار، ودعاء سيدنا يونس عليه السلام:

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".



لا تجلسي وحدك كثيرًا، فالوحدة تزيد أمرك سوءًا، بل تفاعلي مع

مَن حولك، وكوني قدر استطاعتك مع صُحبة صالحة تقرِّبك إلى الله،

وتُعينك على الرجوع إلى كتاب الله عز وجل،

فمع الصحبة الصالحة تنسين همومَك وأحزانك.

اقرئي عن إدارة الضغوط النفسية، وإدارة الأفكار والمشاعر،

وستجدين الكثير من التقنيات العملية التي تساعدك على إيقاف المشاعر

والأفكار السلبية التي تمرين بها، والتحلي بفكر إيجابي

ومشاعر مفعمة بالحيوية بإذن الله.

هناك نقطة أخرى يجب الاهتمام بها كثيرًا، وهي إيقاف سَيل الأفكار السلبية

التي تسيطر عليك وتحاصرك، لذلك كلما وجدتِ عقلك قد سيطرتْ عليه مثلُ

هذه الأفكار، فاشْغليه فورًا بالتفكير في أشياء أخرى إيجابية مانحة للسعادة!

كذلك احرصي على أن تبذلي النفع لمن حولك قدرَ طاقتك ولو بكلمة طيبة،

أو ابتسامة صادقة، أو مساعدة لطيفة، فكل هذا يمنحك الشعور بالقيمة العالية

في حياة من حولك، وشعورك بهذه القيمة يمنحك الكثير والكثير من الإقبال على الحياة.

أسأل الله عز وجل أن تعملي على إخراج سعادتك مِن مَخبئها بتلك الطرق

التي وصفتُها لكِ، وستجدين لها بإذن الله تأثيرًا قويًّا؛ فهذه الطرق

طبَّقها الكثيرون ممن كانوا يمرون بمثل ما تمرين به، وصارتْ حياتهم

مملوءةً بالحيوية والسعادة بفضْل الله أولًا وأخيرًا، ثم باجتهادهم في

علاج أنفسهم بأنفسهم من خلال هذه الأساليب الفعَّالة.

منقول للفائدة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق