الاثنين، 1 أبريل 2019

هل أعاني من وساوس فكرية؟

هل أعاني من وساوس فكرية؟

أ. أميمة صوالحة

السؤال

♦ الملخص:

شاب يرى أنه يُجبر نفسَه على فِقدان التركيز أثناء الكلام مع الآخرين،

أو عند اجتياز امتحان مثلًا، ويَشعُر أن ذهنَه فارغٌ من الأفكار،

وهذا يسبِّب له الكثيرَ مِن التشويش والعجز، ويسأل عن علاج سلوكي فعَّال.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أعاني من وساوس فكرية مستمرة، وهي أنني أُجبِر نفسي على فِقدان

التركيز أثناء الكلام مع الآخرين، فمثلًا عند اجتياز الامتحانات،

أُحاول أن أَهمِس بداخلي أنني لم أحفَظ شيئًا، أو أن ذهني فارغٌ من الأفكار،

وهذا يسبِّب لي الكثير من التشويش والعجز،

علمًا بأني كثيرًا ما أُقاومُ وأتجاهَل هذه الأفكار.

وسؤالي: هل هناك علاجٌ سلوكي فعَّال، علمَّا بأني جرَّبتُ عِدَّةَ طرقٍ كالتجاهل،

ولكن دون فائدةٍ؛ لأن التحدثَ مع الآخرين يتطلب السرعة والتركيز، جزاكم الله خيرًا.

الجواب

أما بعدُ:

فأولًا:

حتى نتمكَّن من مساعدتك، وتتمكَّن أنت بدورك من فَهْم مشكلتك،

لا بد أن نوضِّح لك أن العقل عند الإنسان يتكوَّن من:

العقل الباطن، ويُمثِّل العقل الباطن الجزءَ الأيمن من الدماغ، ويشكِّل

نسبة 90% من حيِّز الدماغ عند الإنسان، وهو المسؤول عن الخيال

والأصوات والرسوم والأحلام، وتخزين المعتقدات.

العقل الواعي:

ويشكِّل الجزء الأيسر مِن الدماغ، ويُمثِّل 10% من حيِّز الدماغ،

وهو المسؤول عن الحساب والمنطق والمفاهيم، والحركات الإرادية

التي تقوم بها؛ كرَدَّةِ فعلٍ طبيعية للأوامر التي تَستقبلها.

ثانيًا: تشخيص الحالة التي تَمرُّ بها:

ما تُعاني منه لا يُمكن تصنيفُه نوعًا من أنواع الوساوس الفكرية القهرية،

كما أنه غيرُ مرتبطٍ بالاضطرابات النفسية، وإنما بالقدرات العقلية العامة،

ونسبة الذكاء، ومدى تأثير العقل الباطن على المؤشرات

العصبية المرسَلة من العقل الواعي.

إن ما تعاني منه مجرَّد رسائلَ سلبية من العقل الباطن الذي يُعد منجمَ

المشاعر والمعتقدات؛ مما يؤثِّر بشكلٍ فعلي على قدرتك العامة على حفظ

المعلومات في الجزء المسؤول عن الحقائق العلمية، وهو العقل الواعي.

كل ما يَحدث بشكلٍ لا إرادي، ودون وعي منك عن حقيقة قدرتك

على محاورة الناس بشكلٍ تلقائي، وبدرجة مناسبةٍ مِن الكفاءة

- سببُه المعتقدات التي تشكَّلت لديك بصورة تراكُمية.

ثالثًا:

للتعامل مع المشكلة وعلاج الحالة التي تعاني منها ننصحك بما يلي:

لا بدَّ مِن تَحسين الرسائل التي يَختزنها عقلُك عن حقيقة قدرتك على

استدعاء المعلومات وحفظها، واحرِص على تكوين قناعات إيجابية

عن ذاتك وقدراتك، ولا يكفي تجاهُلُ الرسائل السلبية،

بل عليك أن تواصل تطوير نفسك بصورة إيجابية.

ممارسة ألعاب الذكاء التي تزيد من كفاءة الدماغ،

وتُنشِّط القدرة العامة للعقل الواعي، وتَزيد من نسبة التركيز.

استخدِم العصفَ الذهني لتنمية القدرات العقلية لديك، فالعقل كسائر العضلات

يَحتاج إلى التنمية والتطوير بشكل متنامٍ، لزيادة الكفاءة الذهنية والقدرات العامة.

استعنْ بالمظاهر المنتشرة في الطبيعة للتخلُّص من كمية

الأفكار السلبية التي شُحِن بها العقلُ الباطن.

اعتنِ بنظام حياة صحي، معتمدًا على الرياضات البدنية التي تحتاج

إلى طاقة جسدية، ونسبة من التركيز العالي، والقدرة على التنسيق

بين العقل والجسد، مثل السباحة، إضافةً إلى التركيز على برنامج غذائي

متكامل العناصر، مستعينًا بمختص في التغذية، أو من خلال البحث.

واطرُد عنك كلَّ أشكال التوتُّر، وضَعْ لنفسك هدفًا، وهو رفعُ كفاءة

ونسبة التخزين والتركيز في ذهنك، ثم تصوَّر هذا الهدف،

وعليك أنْ تُؤمن به وتَثِق في قدرتك على تحقيقه.

وأخيرًا

توكَّل على الله، واستعنْ بقراءة القرآن الكريم؛ فإن من فوائده رفعَ كفاءة

التركيز والقدرات العامة في الدماغ، نسأل اللهَ لك السدادَ والتوفيق.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق