الأربعاء، 3 أبريل 2019

الأصحاب في القرآن (4)

الأصحاب في القرآن (4)


تأليف أبو إسلام أحمد بن علي


5- أصحاب الأخدود


- هم أناس من بني إسرائيل خدوا أخدودا في الأرض ثم أوقدوا فيه

نارا ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالا ونساء فعرضوا عليها وزعموا

أنه دانيال وأصحابه وهكذا قال الضحاك بن مزاحم وقيل غير ذلك .


- وقد قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله

تعالى عليه وعلى آله و سلم قال كان فيمن كان قبلكم ملك وكان له

ساحر فلما كبر الساحر قال للملك إني قد كبرت سني وحضر أجلي

فادفع إلي غلاما لأعلمه السحر فدفع إليه غلاما كان يعلمه السحر

و كان بين الساحر وبين الملك راهب فأتى الغلام على الراهب

فسمع من كلامه فأعجبه نحوه وكلامه وكان إذا أتى الساحر ضربه

وقال ما حبسك وإذا أتى أهله ضربوه و قالوا ما حبسك فشكا ذلك إلى

الراهب فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي و إذا أراد

أهلك أن يضربوك فقل حبسني الساحر قال فبينما هو ذات يوم إذ أتى

على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا

فقال اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر قال فأخذ

حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك و أرضى من أمر

الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس و رماها فقتلها ومضى

الناس فأخبر الراهب بذلك فقال أي بني أنت أفضل مني وإنك

ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي فكان الغلام يبرى ء الأكمه والأبرص

و سائر الأدواء ويشفيهم وكان للملك جليس فعمي فسمع به فأتاه

بهدايا كثيرة فقال اشفني ولك ما ها هنا أجمع فقال ما أنا أشفي

أحدا إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت به دعوت الله فشفاك فآمن

فدعا الله فشفاه ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له

الملك يا فلان من رد عليك بصرك فقال ربي فقال أنا قال لا ربي

و ربك الله قال و لك رب غيري قال نعم ربي و ربك الله فلم يزل يعذبه

حتى دل على الغلام فبعث إليه فقال أي بني بلغ من سحرك أن تبرى ء

الأكمه والأبرص وهذه الأدواء قال ما أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل

قال أنا قال لا قال أو لك رب غيري قال ربي و ربك الله فأخذه أيضا

بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فأتي بالراهب فقال ارجع

عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه وقال للأعمى

ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه

إلى الأرض وقال للغلام ارجع عن دينك فأبى فبعث به مع نفر إلى جبل

كذا وكذا وقال إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه و إلا فدهدهوه فذهبوا به

فلما علوا به الجبل قال اللهم أكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فدهدهوا

أجمعون و جاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك

فقال كفانيهم الله تعالى فبعث به مع نفر في قرقور فقال إذا لججتم به

البحر فإن رجع عن دينه و إلا فغرقوه في البحر فلججوا به البحر

فقال الغلام اللهم أكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون وجاء الغلام

حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله تعالى

ثم قال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فإن أنت فعلت

ما آمرك به قتلتني و إلا فإنك لا تستطيع قتلي قال وما هو قال تجمع

الناس في صعيد واحد ثم تصلبني على جذع و تأخذ سهما من كنانتي

ثم قل باسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ففعل و وضع

السهم في كبد قوسه ثم رماه وقال باسم الله رب الغلام فوقع السهم

في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس

آمنا برب الغلام فقيل للملك أرأيت ما كنت تحذر فقد والله نزل بك

قد آمن الناس كلهم فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخاديد وأضرمت

فيها النيران و قال من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه فيها قال فكانوا

يتعادون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة بابن لها ترضعه فكأنها تقاعست

أن تقع في النار فقال الصبي اصبري يا أماه فإنك على الحق و هكذا رواه

مسلم في آخر الصحيح عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة به نحوه .

تفسير ابن كثير ج4/ص494


قال الله تعالى :

{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ }

البروج4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق