الخميس، 12 سبتمبر 2019

ذوق الصلاة عند ابن القيم (61)

ذوق الصلاة عند ابن القيم (61)

المشهد الثاني: مشهد الصدق والنصح:

وهو أن يفرغ قلبه لله فيها، ويستفرغ جهده في إقباله فيها على الله، وجمع

قلبه عليها، وإيقاعها على أحسن الوجوه وأكملها ظاهرًا وباطنًا فإن الصلاة

لها ظاهر وباطن فظاهرها: الأفعال المشاهدة والأقوال المسموعة، وباطنها:

الخشوع والمراقبة، وتفريغ القلب لله، والإقبال بكليته على الله فيها، بحيث

لا يلتفت قلبه عنه إلى غيره, فهذا بمنزلة الروح لها، والأفعال بمنزلة البدن،

فإذا خلت من الروح كانت كبدن لا روح فيه.



أفلا يستحي العبد أن يواجه سيده بمثل ذلك، ولهذا تُلف بالثوب الخلق

ويضرب بها وجه صاحبها، وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني، والصلاة

التي كمل ظاهرها وباطنها تصعد ولها نور وبرهان كنور الشمس حتى

تعرض على الله، فيرضاها ويقبلها وتقول: حفظك الله كما حفظتني (1).

(1) ورد هذا المعنى من حديث أنس بن مالك وعبادة بن الصامت،

بأسانيد ضعيفة عند الطبراني وغيره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق