الأربعاء، 28 أبريل 2021

غصون رمضانية ( 016 – 030 )

 

غصون رمضانية ( 016 – 030 )

عبدالله بن عبده نعمان

رسخ في أذهان كثير من المسلمين اليوم أن رمضان موسمُ مجاعة عامة،

يُقبل على الناس بشبح الجوع والظمأ المرعب،

ولا ينجي من هوله إلا التدرعُ بالاستعداد الغذائي المتنوع الذي يُدّخر

بين يدي رمضان، وعلى أقل الأحوال أن يكون لدى الإنسان رصيد مالي

كبير لشراء تلك الأغذية الكثيرة مع أيام رمضان ولياليه.

فمن لم يكن له واحد من هذين الاستعدادين وكان ممن يجعلون رمضان

للتوسع في الطعام والشراب - حضره بثُّه، وطفقت سحائبُ الغم والهم

تحلِّق فوق رأسه، ولا تبرح عنه حتى يجد، أو يرحل رمضان!

فمن أجل ذلك المفهوم المتمكن خطأً في تصور بعض الناس يسارع التجار

قبل حلول الشهر الكريم بزيادة جلب الأغذية العامة والخاصة برمضان

وعرضها في الأسواق، فيهرع السابقون لشراء كميات كبيرة متعددة

الألوان والاستعمال وتخزينها في البيوت،

وأما المقتصدون فيشترونها مع ليالي رمضان وأيامه،

أما الظالمون لأنفسهم - فيما استقر عند أهل التصور السابق –

فهم الذين يقللون من الطعام والشراب والخروج إلى الأسواق في رمضان

عما كان قبله!!

ولأن زمن رمضان زمنٌ نفيس لا تطاوع العاقلَ نفسُه في نثره في الأسواق؛

صار ينبغي أن يكون الخروج إلى تلك الوجهة محدوداً؛

حفظًا للوقت الشريف من الهدر، وحرصًا على حماية جسد الصيام

من سهام الجرح، فمن كُفي الخروج إلى ذلك بغيره ليظل منشغلاً

بوظائف رمضان فقد رزق خيراً كثيراً.


فإذا دعت الضرورة أو الحاجة إلى خروج المسلم إلى السوق في رمضان

فليكن ذلك ضمن إطار معين من الضوابط التي تحفظ له دينه عمومًا،

وشرفَ رمضان خصوصًا.


لهذا فالعاقل يشتري - بلا إسراف - ما يمكن استعماله من غير اضطرار

إلى التخلص من سائره إلى المزابل.


أما الحديث عن السوق للمرأة فهو حديث ذو شجون؛ لأن بعض جروح صيام

الصائمين الخارجين إلى الأسواق تأتي من قبل كثرة المتسوقات اللاتي

يجرحن قلوب الرجال بتبرجهن وسفورهن وتكسر مشيتهن،

وإغراء لباسهن وحديثهن وحركاتهن.


فلتكن المرأة على درجة عالية من الرقي العقلي والديني والأخلاقي؛

ليعصمها من فتنة نفسها، وفتنة غيرها، وما أجملَ حين نسمع بوجود

أسواق خاصة بالنساء: بائعات ومشتريات!

a

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق