الأحد، 25 أبريل 2021

المصائب والبلاء للمؤمن

 المصائب والبلاء للمؤمن

هي امتحانٌ للعبد، وهي علامة حبٍّ من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان

مُرًّا إلا أنّك تقدمه على مرارته لمن تحب -ولله المثل الأعلى-.



يقول صلى الله عليه وسلم:

. (إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله عز وجل

إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)

رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.



. (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ

وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)

رواه الترمذي وقال الألباني: حسن صحيح.



. (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ -لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ-، ابْتَلَاهُ اللَّهُ

فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ

الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى)

رواه أبو داود وصححه الألباني.



. (وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ -يعني الصالحين- لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ)

رواه ابن ماجه وصححه الألباني.



. (إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا،

وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة)

رواه الترمذي وصححه الألباني.



قال الحسن البصري رحمه الله:

"لا تكرهوا البلايا الواقعة، والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك،

ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك، -أي : هلاكك-".



وقال الفضل بن سهل: "إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي

تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة

في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة".



فنزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة؛

لأن فيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته.



والمؤمن يبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى

الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية،

ويتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:



(عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ،

إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ

فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)

رواه مسلم.



المسلم إذا أصابته مصيبة، يسترجع ويدعو قائلاً: "إنا لله وإنا إليه راجعون،

اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"؛ فما أجمل تلك اللحظات

التي يفر فيها العبد إلى ربه ويعلم أنه وحده هو مفرج الكرب، وما أعظم

الفرحة إذا نزل الفرج بعد الشدة، قال الله تعالى:



{وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞

أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ}.



روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:



(ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: "إنا لله وإنا إليه راجعون،

اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"، إلا أخلف الله له خيراً منها).



قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟!

أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها

فأخلف اللهُ لي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.



فمصيبة تقبل بها على الله، خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله؛ لأن ما يكرهه

العبد يهيجه للدعاء، وما يحبه يلهيه.



اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

a

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق