الثلاثاء، 27 يوليو 2021

موسوعة المؤرخين (89)

 موسوعة المؤرخين (89)


الفتح بن خاقان .. أديب مؤرخي الأندلس (01)
أبو نصر الفتح بن خاقان (480 - 528هـ / 1087 - 1134م)، أديب
مؤرخي الأندلس، أو فخر أدباء الأندلس كما يحلو لمؤرخي وأدباء
الجزيرة، وواحد من الأدباء الأجواد الذين تفخر بهم الأندلس على مر
العصور، كتب لملوك الطوائف ثم لبعض أمراء دولة المرابطين، تعد كتبه
واحدة من أمهات المصادر في الأدب والتاريخ الأندلسيَيْن، أشهر كتبه:
"قلائد العقيان في محاسن الأعيان" و"مطمح الأنفس ومسرح
التأنس في ملح أهل الأندلس".

نسبه ونشأته:
هو أبو نصر الفتح بن محمد بن عبيد الله بن خاقان بن عبد الله القيسي
الإشبيلي، أديب وكاتب وشاعر. ولد بقرية تعرف بصخرة الواد شرقي قلعة
يَحْصِب من أحواز غرناطة، في حدود سنة 480هـ، ونشأ وترعرع
في إشبيلية، وأخذ العلم عن طائفة من أدباء عصره، ومنهم: أبو بكر
بن سليمان بن القصيرة، وابن عيسى ابن اللبّانة، وأبو جعفر بن سعدون
الكاتب، وأبو الحسن بن سراج، وأبو خالد بن مستقور، وأبو الطيّب
بن زرقون، وأبو عبد الله بن خلصة الكاتب، وأبو عبد الرحمن بن طاهر،
وأبو عامر بن سرور، وأبو محمد بن عبدون، وأبو الوليد بن حجاج،
وابن دريد الكاتب.

وبجانب هذه المشيخة، فقد كانت له أستاذية في زمنه، إذ كان يجلس
للإقراء ويأخذ عنه تلاميذه، ويروون عنه الأخبار،حتى أصبح من أشهر
كتّاب الأندلس، فروى عنه أبو عبد الله ابن زرقون جميع تواليفه وسمع
كثيرا من نوادره وأخباره، وروى عنه أيضا أبو بكر يحيى بن محمد
الأركشي، وللأستاذ أبي الحسن نجبة ابن يحيى إجازة منه باستدعا
أبيه لجميع تواليفه وأخباره.

وكان الفتح بن خاقان من صغره مقربا من الأغنياء وأصحاب النفوذ
والسلطان، لذا نشأ خليعًا مدمنًا، منحرف السلوك، قال ابن سعيد
في المُغرب: "وذكر أنه عرف بابن خاقان لاتهامه في الخلوة، وأن ذلك
وما اشتهر به من الوقوع في الأعراض صده عن أن يكون علما من أعلام
كتاب الدولة المرابطية". ومن أجل ذلك قال ابن الأبار في معجمه:
"ولم يكن مَرْضِيًّا، وحذفه أولى من إثباته".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق