الخميس، 19 أغسطس 2021

أسرار الكون بين العلم والقرآن (16)

 أسرار الكون بين العلم والقرآن (16)


والسماء ذات الحُبُك

والآن نتناول الاكتشاف الحديث جداً حول النسيج الكوني، وكيف أن

المجرات وتجمعاتها تشكل نسيجاً مترابطاً كالخيوط المحبوكة، ونتناول

كيف أشار القرآن الكريم إلى هذا النسيج في قوله تعالى:

﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7].

وسوف نرى أن القرآن يتوافق مع الحقائق العلمية الثابتة واليقينية، وأن

هذا التوافق يشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى، وأنه معجز من

*الناحية العلمية والكونية.

وسوف نعتمد في مراجع البحث على أهم علماء الغرب الذين اكتشفوا هذا

النسيج وألفوا مئات الأبحاث حوله، وعلى الأبحاث المنشورة حديثاً،

والموثقة من قبل أهم مواقع الفضاء على شبكة الإنترنت مثل موقع

وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

يقول تعالى عن السماء: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7]. لقد قرأتُ

هذه الآية منذ سنوات وكرّرتها مراراً في محاولة لفهم معنى ﴿الْحُبُكِ﴾،

فكانت توحي إليّ هذه الكلمة بالنسيج المحبوك!

تفسير كلمة ﴿الحُبُك﴾

ولكنني رجعتُ إلى أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى، ووجدتُ أن أكثرهم

قد فهم من كلمة ﴿الْحُبُكِ﴾ النسيج المحبوك والشديد والمحكم، وقالوا بأن

قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ أي ذات الشكل الحسن وذات الشدة

وذات الزينة وذات الطُّرُق.

فهذا هو الإمام القرطبي رحمه الله تعالى قد توسَّع في تفسيره فعدّد سبعة

معاني لكلمة ﴿الحُبُك﴾ الواردة في قوله تعالى: ﴿والسَّماء ذاتِ الحُبُك﴾. فهو

يقول: "وفي ﴿الحُبُك﴾ أقوالٌ سبعة: الأول قال ابن عباس وقتادة ومجاهد:

الخَلْق الحسن المستوي، وقاله عكرمة قال: ألم ترَ إلى النسَّاج إذا نسَجَ

الثوب فأجاد نسْجَه، يُقال منه حبك الثوب يحبِكه حبكاً، أي أجاد نسجه.

*قال ابن الأعرابي كل شيء أحكمتَه وأحسنت عمله فقد احتبكته.

والثاني: ذات الزينة، قاله الحسن وسعيد بن جبير. وعن الحسن أيضا:

ذات النجوم وهو الثالث. الرابع قول الفراء: ﴿الحُبُك﴾ تكسر كل شيء

كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة والماء القائم إذا مرت به الريح.

الخامس: ذات الشدة، قاله ابن زيد وقرأ: ﴿وبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً﴾

[النبأ: 12]. والمحبوك الشديد الخلق من الفرس وغيره.

*

وفي الحديث: أن عائشة رضي الله عنها كانت تحتبك تحت الدرع في

الصلاة، أي تشد الإزار وتحكمه. السادس: ذات الصفاقة قاله خصيف ومنه ثوب صفيق**

*ووجه صفيق بيِّن الصفاقة. السابع : أن المراد بالطرق

المجرَّة التي في السماء سمِّيت بذلك لأنها كأثر المجر".


*من كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن

للدكتور عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق