الأربعاء، 18 أغسطس 2021

موسوعة المؤرخين (111)

 موسوعة المؤرخين (111)


عمر فروخ وجهوده في خدمة التاريخ الإسلامي (14)

- عمر فروخ ورد الأساطير والخرافات التاريخية:
- امرؤ القيس .. ونبأ مقتل أبيه:

ونراه يردُّ الرواية التي تناقلتها كتب تاريخ الأدب من أنَّ امرأ القيس
تلقَّى نعي أبيه وهو يشرب الخمر بمكانٍ اسمه دمُّون، فقال: "اليوم خمرٌ
وغدًا أمرٌ". بعد أن ذكر أنَّ معظم الدارسين المحدَثين قد أخذوها وقبلوها
في كتبهم ومحاضراتهم، ومع أنَّ هذه الرواية غير معقولة، فلم يكن
بإمكان أحد أن يردها؛ ذلك لأنَّ تاريخ الأدب من العلوم النقليَّة، التي تعتمد
الرواية وحدها، أو التعليل إذا أمكن، ولكن بالاستناد إلى الرواية.

ويُشير إلى أنَّه صدر في عام 1913م ديوان عبيد بن الأبرص الأسدي،
وهو معاصرٌ لامرئ القيس وأسنُّ منه، وكان عبيد من زعماء بني أسد
الذين ثاروا على حِجْر والد امرئ القيس، وقاتلوه وقتلوه، ويبدو
أنَّ امرأ القيس وإخوته كانوا في المعركة مع أبيهم، ولقد خاطب
عبيد امرأ القيس فقال له:

وَلَقَدْ أَبَحْنَا مَا حَمَيـْ *** ـتَ وَلَــا مُبِيحَ لِمَا حَمَيْنَا
هَذَا وَلَوْ قَدَرَتْ عَلَيْـ *** ـكَ رِمَاحُ قَوْمِي مَا انْتَهَيْنَا

ثم إنَّ عبيد عيَّر امرأ القيس هَرَبه من المعركة، فقال له:
وَرَكْضُكَ لَوْلَاهُ لَقِيتَ الَّذِي لَقُوا *** فَذَاكَ الَّذِي أَنْجَاكَ مِمَّا هُنَالِكَ

ويقول عمر رحمـه الله، بعد ذلك: "فسقطت بذلك الرواية التي تتعلَّق
بدَمُّون، ووجب أن تحـلَّ محلـَّها هذه الرواية التي يرويها معاصرٌ لأمرئ
القيس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق