السبت، 21 أغسطس 2021

خطأ كبير في التربية والإصلاح

 خطأ كبير في التربية والإصلاح

الوالدُ الذي يُريد أن يكتسح العوائق والمُشكلات من طريق ولده ليسلُك
ولدُه الطريق سهلًا مُمهّدًا، ذلك والدٌ مُحِبٌ لولده نعم، لكنّه يجهلُ معنى
(التربية والإصلاح)، وهو يُفسد ولدَه بذلك، ويجعله ميتَ العزم، لا يسلك
إلا السهلَ الممهّد المفروش بالورود، ويبقى ولدُه معتمداً على مَن
يُمهِّد له ويُعينه.

وعند أول مشكلة أو عائق تنفسخ عزيمتُه ويتحطّم وينهار، بل كثيرٌ ممّن
رُبّّي على ذلك يتسخّط على القدَر ويظنّ أن الله ظلمَه ويكفر بالله؛
إذ لا يتحمّل أي مصيبة.

هذا الأسلوب في التربية لا يصنع من ابنك رجلاً،
بل يصنع (مُعاقًا) يعيشُ بغيره.

والحقُ والصوابُ والحكمةُ:
-تُعلمه خُلقَ المُسلم {قبل العمل، وأثناءه، وعند المصيبة}،
كما في حديث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:

(المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعيفِ وَفي كُلٍّ خَيرٌ.
احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وَإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ
فَلاَ تَقُلْ لَوْ أنّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدرُ اللهِ، وَمَا شَاءَ فَعلَ؛
فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ).

-تعلمه أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان وصبر وعمل وجِد.

-تعلمه أنّ الله عليمٌ حكيمٌ غنيٌّ لا يظلم مثقال ذرة.

-تعلمه كيف يواجه المشاكل، ويتعلم منها،
ويقوم وينهض من جديد ويتخطى العواقب.

-تعلمه أن أسباب الإخفاق قد تكون بسبب الذنوب أو بسبب التقصير
في الأخذ بالأسباب؛ فليستغفر الله وليبحث عن أسباب الغلط.. وهكذا.

-تعلمه أن مصائب الدنيا مهما عظُمت، فهي دنيا .. دنيا..، لا تستحق أن
يتحسّر على ما فاته منها، ولا أن يُبالِغ في الفرح بما نالَه منها،
وأنّ دينَه هو عصمةُ أمره.

ابنك لن يتعلّم ذلك كلَّه بمجرد الكلام، بل لا بد أن يراك تعيشُ بذلك في
أمرك وعملِك؛ فيرى استعانتك بالله وحرصك على ما ينفع والحزم والنشاط
والتخطيط والجِدّ في العمل، والصبر والاحتساب عند المصيبة، وتعظيمَ
شأن الآخرة، وتهوين أمور الدُنيا؛ فمن كان كذلك فقد علّمَ ولدَه أعظمَ
ما يحتاجُه في الحياة الدنيا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق