الجمعة، 24 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (148)

 موسوعة المؤرخين (148)


الجبرتي وكتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار (08)

توقف الجبرتي عن الكتابة التاريخية
وظل الجبرتي جاداً في علمه حتى كان عام 1237هـ حيث قُتِل ابنه
خليل، وقد كثرت الأحاديث حول قتل هذا الابن، ولكن أكثرها تشير إلى أن
سبب ذلك هو موقفه المعارض من حكم محمد علي وثورته.

ولكن عبد الرحمن الجبرتي هدَّته هذه الحادثة الفاجعة، فلم يجد القدرة
على استكمال تاريخه، وظل يبكي ابنه حتى فقد بصره. ويذكرنا هذا
الموقف بموقف سيدنا يعقوب عليه السلام عندما ظل يبكي ولده يوسف
عليه السلام حتى فقد بصره.

وفاة عبد الرحمن الجبرتي
وقبع هذا المؤرخ العظيم في بيته بعد تلك الحادثة لا يقرأ ولا يكتب
إلى أن أدركته الوفاة عام 1240هـ بعد مقتل ولده بثلاث سنوات.

وهكذا كانت حياة هذا المؤرخ الكبير، الذي عاش حياته وراء المعرفة،
مدوِّناً لكل ما وقعت عليه عيناه، وسمعت به أذناه من أحداث وأخبار، حتى
استطاع أن يسطر لنا تاريخ مصر في أكثر فتراتها تقلباً واضطراباً في
كتابه الخالد "عجائب الآثار في التراجم والأخبار".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق