السبت، 25 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (149)

 

موسوعة المؤرخين (149)


شهاب الدين النويري ...
صاحب الكتاب الموسوعي المعروف بنهاية الأرب في فنون الأدب (01)

بدأ التأليف العربي على الطريقة الموسوعية في القرن الرابع الهجري،
غير أن هذا النوع من التأليف لم يستمر بنفس الوتيرة حتى القرن الثامن
الهجري الذي امتاز لاسيما في مصر بظاهرة ثقافية مميزة، حيث ظهرت
فيه طائفة من العلماء الذين جمعوا أشتات العلوم والفنون المعروفة
في هذا العصر في مؤلفات جامعة لم تعرفها الآداب العربية من قبل، وكان
من بين أقطاب هذه الطائفة وأحد من طالعونا في هذا العصر بالتأليف
الموسوعي الشيخ الإمام المؤرخ الفقيه شهاب الدين النويري صاحب
الكتاب الموسوعي المعروف بنهاية الأرب في فنون الأدب.
شهاب الدين النويري.. نسبه ومولده

هو الشيخ الإمام المؤرخ الفقيه شهاب الدين أبو العباس
أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن عبادة البكري النويري،
عالم غزير الاطلاع، نسبته إلى قرية النويرة، وهي من قرى بني سويف
بصعيد مصر، وقد اختلف في نسبه كثير من المؤرخين ممن أرّخوا له مثل
المقريزي وابن تغري بردي والسيوطي، وُلد النويري
في سنة 677هـ= 1278م.

شهاب الدين النويري.. حياته وعلمه
كان النويري شافعي المذهب، بل كان شيخًا من شيوخ المذهب
الشافعي في عصره، وعاش حياته في عهد سلطان دولة المماليك الملك
المنصور قلاوون، وعهد ولديه الملك الأشرف، والملك الناصر، وقد اتصل
بالسلطان الملك الناصر ووكله السلطان في بعض أموره،
وولّاه بعض المناصب.

وكما فرَّغ النويري نهاره للعمل فرغ مساءه للعبادة، حيث كان كل يوم
بعد العصر يستفتح قراءة القرآن إلى قريب من المغرب، وإذا أمسى أخذ
في القراءة والجمع فكان يكتب في اليوم ثلاث كراريس، وقيل: إنه كتب
صحيح البخاري ثماني مرات، وكان يبيع كل نسخة من البخاري بخطه
بألف درهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق