الأربعاء، 2 مارس 2022

كلاهما صادق .. أعاجيب المدينة

كلاهما صادق .. أعاجيب المدينة
 
كانت هناك قرية صغيرة لم يعرف أهلها التمدن بعد ..
وكانوا يسمعون الأعاجيب عن المدينة وعاداتها المختلفة
وقد أرادوا أن يعرفوا حقيقة ما يسمعون عنه طوال الوقت ..
وفي أحد الأيام سافر منهم رجلان إلى المدينة ..
غابا لفترة ، ثم عاد واحد منهم ، التفوا حوله و سألوه :
كيف وجدت المدينة ؟
كيف هم أهلها ؟؟
ما حقيقة ما كنّا نسمع عنه ؟!
أجابهم الرجل بثقة :
لقد ذهبت بنفسي و عرفت الحقيقة ..،
وهي أن المدينة هي مرتع الفساد، وكل أهلها فاسدون ، لا يدينون بشيء ..
لقد كرهت المدينة ..
عرف الناس الإجابة التي انتظروها طويلًا ، فانفضوا و عاد كل منهم لعمله.
وبعدها بأيام عاد الرجل الثاني، لم يهتموا بسؤاله عن رأيه ،
إلا أنهم التفوا حوله حين وجدوا له رأيًا لم يتوقعوه :
لقد ذهبت بنفسي و عرفت الحقيقة ..
و هي أن المدينة مليئة بدور العبادة ، و كل أهلها متدينون طيبون لقد أحببت المدينة !
أصيب الناس بالارتباك .. هل المدينة سيئة أم جيدة ؟
هل أهلها طيبون أم أشرار ؟
لم يجدوا مجيبّا على هذا الأسئلة إلا حكيم القرية ...
كان شيخًا كبيرًا، خبير بالحياة و يعرف الكثير، و يثق الجميع في رأيه ..
ذهبوا إليه بالقصة و سألوه :
أحدهم قال : " أن المدينة فاسدة مليئة بالأشرار .."
والآخر قال : " أنها فاضلة مدينة بالأطهار .. "
فأي منهم نصدق؟
أجاب الحكيم : كلاهما صادق !
وحين رأى نظرات الحيرة على وجوههم استطرد :
الأول لا أخلاق له؛ لذا ذهب إلى أقرب حانة حين وصل للمدينة، فوجدها ممتلئة بالناس ..
بينما الثاني متدين صالح؛ لذا ذهب إلى المسجد حين وصل للمدينة، فوجده ممتلئًا بالناس.
*الحكمـــــــه*
من يرى الخير فهو لا يرى إلا مافي داخل نفسه..
ومن يرى الشر فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه أيضًا.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق