الجمعة، 4 مارس 2022

معنى ذمة الله لمن صلى الفجر في جماعة للرجل والمرأة

 

معنى ذمة الله لمن صلى الفجر في جماعة للرجل والمرأة

السؤال

من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله " الحديث، هل تدخل المرأة التي

تصلي في بيتها في ذلك؟ وما معنى في ذمة الله؟ وهل معناه أنه لن يحدث له

مكروه في ذلك اليوم ويدع الخوف مثلا أن يعود إلى بيتهم مشيا على الأقدام

بدلا من السيارة في منتصف الليل بحجة أنه في ذمة الله ولا خوف عليه؟



الاجابـــة

الذمة هي العهد والجوار، فالمعنى أن هذا المصلي لما تجشم المشقة في وقت

حر ونوم ونحو ذلك وقطع تلك المسافة إلى المسجد ذهابا وإيابا وحضر

الصلاة مع الجماعة فإنه قد عمل أعمالا صالحة كطهارته ومشيه على قدميه

وانتظاره للصلاة، وخشوعه وخضوعه في صلاته، وتدبره للقرآن عند

سماعه، وذكره للأوراد بعد الصلاة ورجوعه إلى بيته مع كونه في ذلك كله

خاشعا متواضعا، فإنه في ذلك يكتسب هذا الأجر، فيصبح في ذمه الله

أي في عهد الله وجواره



ولذلك جاء في الحديث:



( فإياكم أن يطلبكم الله بشيء من ذمته )



والمراد: لا تعتدوا على هذا المصلي بضرب أو سلب أو نهب أو عذاب، فإنكم

بذلك تخفرون ذمه الله، ومن أخفر ذمه الله فإن الله يطالبه وينتقم منه، كما أنك

إذا دخلت في جوار أمير أو وزير أصبحت في ذمته ولم يتجرأ أحد من أعدائك

أن ينتقم منك لأنه يحترم ذلك الأمير الذي أنت في جواره وذمته، ولا ينافي

ذلك أنه قد يحدث له مصائب ونكبات في ذلك اليوم بسبب أعمال اقترفها،

فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.



فيكون المراد أن المصلي إذا اعتدى عليه أحد فلا يأمن أن ينتقم الله من ذلك

المعتدي، كما أن الأمير ينتقم ممن يعتدي على من هو في جواره، وحيث إن

المرأة تسقط عنها صلاة الجماعة في المساجد، فإذا أخلصت النية وأدت

الصلاة في وقتها فإن لها أجر الجماعة وتكون أيضا في ذمة الله، وليس

للمسلم في هذه الحال أن يتعرض للأخطار ولا أن يترك الأسباب، فإنه قد

يتسلط عليه بعض أعدائه إذا رأوه وقد تخلى عن أسباب التحفظ، فيعتدون

عليه، ولا يبالون بذمه الله ولا بجواره فمثل هؤلاء يُخاف عليهم

أن ينتقم الله منهم.



عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق