الأحد، 15 يوليو 2018

كيف أحب نفسي وأهتم بها؟ (1)


أ. رضا الجنيدي

السؤال

♦ الملخص:
فتاة عاشتْ حياتها تتحمل أخطاء غيرها، حتى أهملتْ نفسها،
وتسأل: كيف أحب نفسي وأهتم بها؟

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الثلاثينيات مِن عمري، منذ صغري وأنا مريضة نفسيًّا بسبب أختي؛
فقد كانتْ تفتعل المشكلات ثم تستعطفني لأُعاقَبَ بدلًا منها!!

كان الأمر في البداية استعطافًا ثم تحوَّل إلى تهديد، ومِن كثرة الخوف
كنتُ أنتقم مِن نفسي وأُعاقبها؛ مرةً بالخدش، ومرةً بالجرح!

تأثَّرَتْ نفسيتي وحالتي، وأهْمَلْتُ نفسي ونظافتي؛
(أقصد: النظافة الشخصيَّة)، وأشعر بالتوتُّر والإرهاق النفسي.
الآن علاقتي بأختي قوية والحمد لله، فهي عاملة وتترك الأولاد، وأنا
لا أعمل وأجلس لأعتني بأولادها وأرعاهم.
جرَّبتُ أن أعمل، لكن لم أوفَّق لعدم تحمُّلي الناس مِن حولي!
الحمد لله سامحتُ أختي، وأتمنى لها كل خير مِن داخلي، لكن كل ما أرغب
فيه أن أحبَّ نفسي، وأهتم بها، وأن أبعدَ عن نفسي الشعور بالقلق
والخوف والكف عن لَوم نفسي، أخبروني: كيف أحبُّ نفسي وأهتم بها؟
الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة، أهلًا بك وبأمثالك مِن صاحبات القلب الرقيق، والنفس المملوءة
بالحب والتسامُح، أسأل الله عز وجل أن يجعلَ كلماتي نبراسًا يُضيء لكِ الطريق.

دعيني أبدأ معك من البداية، مِن وقت الطفولة، والذي تَرَك ظلاله عليكِ
حتى الآن.
منذ البداية كنتِ تَتَمَتَّعين بشخصيةٍ حسَّاسة عاطفية، تهتمين لأمر غيرك،
وتخافين عليهم، حتى وإن كان ذلك على حساب نفسك، وحتى وإن تسبَّب
لك ذلك ببالغ الضرر، ومع الوقت تحولت التضحياتُ لابتزازاتٍ
مِن الطرف المقابل، حتى وإن كان الطرفُ الآخر في سنٍّ صغيرة،
ولا يُفرِّق بين الحلال والحرام، والصواب والخطأ،
وحتى وإن كان يُعاني من بعض الأمراض النفسية.

ولكن الخاسر الأول كان أنتِ، حين استجبتِ كطفلةٍ لا تملك مِن أمرِهاً
شيئًا لهذه الابتزازات المستمرة! الأمر الذي كوَّن عندك مع الوقت
سمات الخوف، وضَعْفَ الشخصية، وجعلكِ تُعانين مِن اضطراب يسمى بـ إيذاء الذات ،
والذي يسعى فيه الشخصُ إلى جرح جسده، أو نَتْف شعره، أو إلحاق
بعض الضرر الجسدي بنفسه، وهذه هي الخطوةُ الأولى التي يجب
أن تَحرصي على علاجها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق