الاثنين، 16 يوليو 2018

اهتمام الزوج بأهله

اهتمام الزوج بأهله
أ. لولوة السجا
السؤال

♦ الملخص:
امرأة تشكو مِن تعلُّق زوجها بأهله لدرجة أثرت على علاقتهما الزوجية،
مما جعلها تفكِّر في طلب الطلاق.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في العشرين مِن عمري متزوِّجة منذ عام، مشكلتي مع زوجي
أنه متعلِّق بأهله بدرجة غير معقولة؛ فهو دائم التفكير فيهم، وكثير
الذهاب إليهم واستضافتهم عندنا، بل حتى إجازاته كلها يقضيها معهم،
حتى صرتُ أشعر أنه لم يستقلَّ عنهم!

المشكلة أنني لا وقتَ لي عند زوجي ولا لطفلتي إلا في حالة انشغال
أهله عنه أو رفضهم زيارتنا، وهذا دفعني إلى الانشغال عنه ومحاولة
عدم التركيز معه، لكن الأمر يَزداد سوءًا؛ لأنَّ زوجي يريد أن أذهب معه
في كل زيارة، وأصبح الموضوع مزعجًا لي؛ لأني لا آخذ راحتي في منزل
أهله، وأصبحت هذه الزيارات تؤثر على علاقتنا الزوجية؛ حتى تعبت
وفكرت في طلب الطلاق، ولكني أخاف أن تدفع ابنتي الثمن!
دلوني على الصواب؛ فقد تعبت من هذا الوضع، وجزاكم الله خيرًا
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
تعلُّق الزوج بأهله صفة إيجابية في الحقيقة، ولا يليق بالزوجة الصالحة
أن تعترض عليها؛ حيث إن ذلك هو الأصل الذي إن دلَّ على شيء فإنما
يدلُّ على كريم خلُقٍ وبرٍّ وإحسان؛ حيث إنَّ مصطلح (أهله) إنما يعني
والديه بالدرجة الأولى، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ببرِّهما والإحسان إليهما ولزومهما لنَيل رضا الله ثم الجنة، وبما أن
تلك الصفة نادِرة، وقلَّ مَن تستمرُّ علاقته بأهله بعد الزواج كما كانت،
كان الأولى أن تفرحي بها وتُشجِّعيه عليها، كما أن ذلك سيعود عليكِ
وعلى أبنائكِ بالأثر الطيب عاجلًا أو آجلًا، فالذي لا خير فيه لأهله لا
خير فيه لزوجته.

تبقى مسألة حاجتك للاستقلال بزوجك بعض الوقت، فذلك مطلب كل زوجة،
وهو أمر طبيعيٌّ، ويمكنك أن تطلبي ذلك مِن زوجك بأسلوبٍ لطيف،
وبدون أن تتحدثي عن أهله، ويظهر أن زوجك رجل طيب القلب،
ومثل هذا لن يقصِّر أو يتوانى حين تُشعِرينه بحاجتك له والجلوس معه،
وفي حال لم تَجِدي نتيجة فإني أقول لك: اصبري، واحتسبي الأجر من الله،
أما أن تفكِّري في الطلاق بسبب علاقته الجيدة بأهله، والتي ترَين أنها
سبب في تقصيره معك، فذلك أمر لا أنصحك به ألبتَّة، بل أخشى إن
فعلت ذلك أن تندمي.
تريَّثي، وعالِجي الأمورَ بحكمة وهدوء، وثِقِي بأنَّ كل شيء سيتغيَّر؛
حيث إنَّ دوام الحال من المحال، فلا تتعجلي.
لا تنسَي الدعاء بأن يسخره الله لك
وفَّقك الله لما يحبُّ ويرضى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق