السبت، 26 يناير 2019

من عجائب الاستغفار 2

من عجائب الاستغفار 2

لخالد بن سليمان بن علي الربعي

القصة الثالثة : تكدر بالها ، فرجعت لأحسن حالها

لم يهدأ لها بال ، و لم يقر لها قرار، تشتتت أفكارها ، و كثرت همومها ،

بعد أن انقلبت حال زوجها بشكل مفاجئ ، فأصبح يضربها ، و يهددها ،

و يسيء معاملتها، - بعد أن قضت معه عدة سنوات ، لم يتكدر عيشهم

إلا أيامًا قليلة – فأرجعت تفكيرها لماضي أيامه ، و سالف أزمانه ،

فتذكرت طيب كلامه ، و حسن فعاله ، و كريم خصاله ، حينها طال عجبها،

و كثر استغرابها فما الذي غيره يا ترى؟! هل نمي إليه كلام لم أقله؟

هل أخطأت من حيث أشعر أم لا أشعر؟ هل وهل.. الخ .

أسئلة تدور في خلدها كل يوم ولم تجد لها جوابًا شافيًا، والزوج

تزداد أفعاله، حتى كرهت الجلوس معه، والمكوث عنده، فأخبرت

أهلها بحالها، فنصحوها بالصبر، وذكروها بأبنائها،

فعلمت أن الملجأ الوحيد هو الله تعالى، وأنه

علام الغيوب، وكاشف الكروب، فلزمت الدعاء والاستغفار، والمحافظة

على الأذكار، في العشي والإبكار، وصيام النهار، وقيام الليل في الأسحار .

وأتبعت ذلك تعليم أبنائها القرآن الكريم، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم،

راجية من الله تعالى تفريج كربها، وكشف ما بها .

وفي ذلك اليوم العصيب دخل زوجها وبالغ في ضربها أكثر من العادة،

ثم خرج غير آبه بما فعل، ولا آسف لما حصل، فلم يعد للصبر مجال، ولا

لحياتها معه جمال، فقامت من مكانها باكية، واتصلت بأهلها شاكية،

وأمرتهم بالمجيء لأخذها، فجاؤوا ليصبروها، وبالفرج يذكروها، لكن

لما رأو ما بها أشفقوا لحالها، وفكروا بمآلها، فبينا هم في تلك الحال،

وبعد هدوء البال، سمعوا صوتًا أفزعهم، فقاموا إلى المطبخ مسرعين،

فلم يجدوا أثرًا لما سمعوه، فخرجوا إلى موزع الكهرباء فزعين،

فلم يرو شيئًا لما ظنوه، فجالوا في ساحة البيت، باحثين عن مصدر الصوت،

وفجأة! توقفت الأنظار، وشخصت الأبصار، وجدوا (بلاطة) خارجة عن مكانها،

فرفعوها حذرين، ووقفوا متأملين، فشاهدوا تحتها شيئًا من عمل السحر،

فانتابهم خوف شديد، ثم اهتدوا لأمر سديد؛ فاتصلوا بمن له خبرة،

وأعلموه بالأمر وخبره، فأعطاهم طريقة للتخلص من السحر وأثره،

متوكلين على الله، فلا ملجأ منه إلا إليه .

أما الزوج فكان خارج البيت ولم يعلم الخبر، فجاء مسرعًا بعد إزالة الأثر،

وخافت الزوجة أن يسيء إليها أمام أهلها، لكن الأمر اختلف،

والأمر بينهما ائتلف، فقد جاء ليضحكها بعد ما أبكاها، و ليبرئ جرحها

بعد ما أنكاها، لقد دخل بثغر باسم، ولنفسه لائم ، و لحسن الفعال ملازم ، فرجعت حالهم

أحسن من ماضيها، و سابقها لا يفوق تاليها .

فهذه عاقبة الاستغفار والدعاء ، و الإلتجاء لرب الأرض و السماء ،

فعطاؤه ليس له حدود ، و هو ذو الكرم و الجود .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق