الاثنين، 21 يناير 2019

كيف أخفف غضبي بطريقة صحيحة

كيف أخفف غضبي بطريقة صحيحة
أ. عزيزة الدويرج

السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاة عمرها (22) عامًا، تشكو مِن جَلْد الذات واحتقار النفس،
تتغيَّر تصرفاتها مِن وقت لآخر بسبب الغضب، وتريد أن تعرفَ
ما هذه الحالة دون عرْضِ نفسها على طبيب نفسي.

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عمري (22) عامًا، والحمدُ لله ذات خُلُق حسن، تَمُرُّ بي حالة لا أعرف
ماذا أُطلق عليها! هذه الحالةُ تتمثَّل في أني أحتقر ذاتي بشكل غيرِ طبيعيٍّ،
رغم أنني ولله الحمد متوسِّطة الجمال، وراضية جدًّا برزق الله لي.

عندما يحصُل لي موقفٌ مع أي شخصٍ أغضب، وأبدأ بالفَضْفَضَة
على ورَقٍ، وأحل مشاكلي بنفسي بعد استعانتي بالله.

كثيرة الوَسْوَسَة حتى في أتْفَهِ الأُمور، ومع ذلك يَراني
الناس في القمَّة وأفضل منهم حظًّا.

أحياناً يزداد الغضبُ والخوفُ بداخلي فأنجرف للمثيرات الجنسية،
وإذا حضنتُ صديقةً لي أشعُر بِنِيَّة سيئة، وأكره النظَر في
عُيون إخوتي الذُّكور والتحاوُر معهم لمدة طويلةٍ.

أخشى أن أكونَ شاذَّة، وأخشى على غيري منِّي،
أخشى أن يُعاقبَني اللهُ جزاءَ تمرُّدي ومعصيتي.

الحمدُ لله أنا مُهتمَّة بتطوير نفسي وثقافتي، ومتفوِّقة في دراستي،
لكن ليس لديَّ صبرٌ، أشعر أنني غير مُسْتَمْتِعة في حياتي، رغم أنَّ الجميع
يَشْهَد بأنني بَشوشٌ ومَرِحة، وإنسانة تجلب الراحة!

أُعاني كثيرًا مِن تأخير الصلوات، وعلاقتي بالقرآن جميلة، لكن لا أَقرؤُه
باستمرارٍ، أشْعُر أنَّ ضميري مَيتٌ، وأنني مُتَبَلِّدة الشُّعور تُجاه بعض الأمور!

كلُّ ما أريدُه هو معرفة ما بي؟ دون اللُّجوء إلى طبيبٍ نفسيٍّ

فأنا لا أريد أنْ أدْخُل في متاهاتٍ مُظْلِمةٍ
الجواب

ونسأل الله سبحانه أن يكْفِيك بحلالِه عن حرامه، وأن يغْنِيَك بفضلِه عمَّن سِواه.
في البداية أسأل الله أن يُثَبِّتك وأن يُعينك على طاعته، وأن يَصْرِفَ عنك
ما أهَمَّك.

أرى فيك الكثير مِن الصفات الرائعة التي تتحلَّى بها فتاةٌ تَلَقَّتْ تربيةً رائعةً،
واصِلي تفوُّقك في دراستك، واجعلي تركيزك الآن
بالدرجة الأولى على التخرُّج بتفوُّق.

انظري للصفات الرائعة التي تتصفين بها، وتقبَّلي نفسَك كما أنت الآن،
ولا تُكْثِري مِن لَوْمِ نفسك ونقدها النقد السلبي، واكتفي بمحاسَبة نفسك
على المعاصي فقط.

انسي ما كنتِ تفعلينه في السابق، وامسحيه مِن ذاكرتك تمامًا، واعتبريه تصرُّفًا عابرًا.

انظري لنفسك النظرة الجديدة، خطِّطي لأهدافك جيدًا، واسعَيْ لتحقيقها،
هذا بالنسبة لنظرتك لذاتك، الآن سأقول لك ماذا يحدُث لك الآن.

إنَّ ما يحدُث لك هو أمرٌ فطريٌّ وطبيعيٌّ، ويحْدُث لجميع البشَر، وخاصَّة في
هذه المرحلة العمرية التي تَمرِّين بها، والتي يحدُث بها تغيُّرات
فسيولوجية وجسمية، ومِن ثَم يتبعُه تغيير في التفكير والاهتمامات.

تستطيعين أن تتجاوزي ذلك بالمحافَظة على الصلاة في أوقاتها،
والإكثار من الصِّيام والذِّكر، وذلك من شأنه أن يخفِّفَ عليك
الأفكار التي تدور في نفسك عند رُؤيتك للرجال.

أيضًا عليك بتغيير طريقة التنفيس عن غضبك، والابتعاد عن التنفيس
بالمثيرات الجنسية، فعندما تشعرين بالغضب الشديد عليك بالوُضوء
والصلاة ركعتين، أو ممارسة المشي مع أخْذِ نفَسٍ عميقٍ.

أيضًا عليك بالكتابة وإخراج كل ما في خاطرك إن أردتِ الاحتفاظ به
أو تمزيقه.

استحدثي طريقةً للتنفيس عن الغضب بينك وبين نفسك، وأكْثِري من
ترْدِديها بقولك: إذا شعرتُ بالغضب أُحبُّ أن أطبخَ مثلاً، أو أرتِّب غرفتي،
أو أمشي... إلخ، وستجدين نفسك مع الوقت آمنتِ بها،
وتُمارسينها عند غضبك بشكل تِلقائيٍّ.

لا تُكْثِري مِن الجُلوس لوحدك، وإذا جلستِ مع أحد ضعي في بالك
أن كل الأشخاص الذين أمامك لديهم اهتماماتٌ وأهدافٌ في حياتهم،
وما الاهتماماتُ الجنسية إلا جزءٌ بسيطٌ منها، انظري لإنجازاتهم
ونجاحهم وما وصلوا إلى ذلك إلا بالتركيز على أهدافهم، والموازنة بين حاجاتهم.

إن تقدَّم لك زوجٌ صالحٌ ترضين دينه وخُلُقه، فاقْبَليه لتعفِّي نفسك في زمن المثيرات والفِتَن.

اشْغَلي نفسك بأعمال وهواياتٍ شاقَّة، تتطلَّب جهدًا وتفكيرًا،
وحين انتهائك منها فلن يكونَ لديك مجال للتفكير في شيء آخر؛
حيث ستكونين مُنْهَكة وتحتاجين للنوم بعمق.

حاولي التقليل من شُرب المنبِّهات؛ كالقهوة والشاي، واستبدلي بها
الأعشاب المهدئة؛ كالنعناع والبابونج مثلاً.

وختامًا أسأل الله لك التوفيق والنجاح والسعادة في حياتك
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق