الخميس، 24 يناير 2019

قصص القوة و الشجاعة 7


قصص القوة و الشجاعة 7

لمحمود المصري ( أبو عمار )

شجاعة الزبير بن العوام رضي الله عنه

( و لما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كانت معه قوات تبلغ ثلاثة

آلاف و خمسمائة رجل، فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده – يطلب

المدد من الرجال- فأشفق عمر من قلة عدد قوات عمرو ، فأرسل عمر أربعة

آلاف رجل ، عليهم من الصحابة الكبار : الزبير و المقداد بن

الأسود ، وعبادة بن الصامت ، و مسلمة بن مخلد ، و كتب إليه :

( إني أمددتك بأربعة آلاف ، على كل ألفٍ منهم رجل مقام ألف ٍ)

و كان الزبير على رأس هؤلاء الرجال .

و حين قدم الزبير على عمرو وجده محاصرًا حصن (بابليون) فلم يلبث

الزبير أن ركب حصانه و طاف بالخندق المحيط بالحصن ، ثم فرق الرجال

حول الخندق ، و طال الحصار حتى بلغت مدته سبعة أشهر فقيل للزبير :

إن بها الطاعون فقال : إنما جئنا للطعن و الطاعون , و أبطأ الفتح على

عمرو بن العاص ، فقال الزبير : إني أهب نفسي لله ، أرجو أن يفتح الله

بذلك على المسلمين . فوضع سلمًا و أسنده إلى جانب الحصن من ناحية

سوق الحمام ثم صعد، و أمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعًا،

فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه السيف، فتحامل الناس

على السلم حتى نهاهم عمرو ، خوفًا من أن ينكسر، فلما رأى الروم أن

العرب ظفروا بالحصن انسحبوا ، وبذلك فتح حصن بابليون أبوابه للمسلمين ،

فانتهت بفتحه المعركة الحاسمة لفتح مصر ، و كانت شجاعة الزبير

النادرة السبب المباشر لانتصار المسلمين على المقوقس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق