الثلاثاء، 22 يناير 2019

إدمان الأبناء.. مسئولية من؟! (2)

إدمان الأبناء.. مسئولية من؟! (2)


أما دور الأب فقد يعد الدور الأول والأساسي

فى حماية ابنه من خطر الانحراف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم

(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)

لذلك عليه أن يبدأ مع الابن منذ الصغر بتوطيد علاقة الصداقة والصحبة

ومصاحبته فى الخروج والزيارات ولابد أن يصطحبه معه إلى المسجد

حتى يشب محبا ومعتادا للمساجد.

وعليه أن يبحث له عن الدروس الدينية المناسبة لعمره، وعلى الجانب الآخر

عليه الاهتمام بانتقاء أصدقاء يجد فيهم الصحبة الصالحة لقوله

صلى الله عليه وسلم

(المرء على دين خليله)،

أو على الأقل يتابع أنواع صدقاته متابعة حثيثة.

وعلى الأب أن يدرك سهولة إبعاد الابن عن صديق سوء يجده غير مناسب

له عندما تكون هذه الصحبة فى بدايتها، لكن إذا غفل الأب عن ابنه وتوطدت

علاقة الابن بصديق سوء فسيصعب جدا على الأب منعه من

مقابلة ذلك الصديق، والارتباط به.

لذلك فمتابعة الأب ابنه أولا بأول أمر واجب يقدم على أي شيء،

لأن ذلك الابن هو ثمرة السنين وجهد حياة ذلك الأب فعليه أن يتعهد رعاية الثمرة

كي تزهر، أما إن نسيها ذبلت وانحنت فعندئذ يندم حيث لا ينفع الندم…



لكننا نجد أن بعض الآباء لا ينتبه لابنه إلا بعد غرقه ووقوعه فى شراك الانحراف،

ويبدأ بعد ذلك بتوبيخ الأم ببعض كلمات من قبيل: (هذه هي تربيتك)!،

وتبدأ السعادة تخرج من البيوت ويدخل بدلا منها الاضطراب والحزن

والهم لكل أفراد الأسرة، فقلوب الأبوين تنزف عندما يجدون

فلذة كبدهم يدمر يوما بعد يوم.

إننا لا نريد أن نضع الأم أو الأب فى قفص الاتهام لأن ما يعانونه من ذلك الابن

المنحرف لهو أشد العقوبات، وكفاية في عقابهم على تقصيرهم تجاهه.

ولابد أن نعرف أن تربية الأبناء سلسلة متصلة الحلقات فبداية حلقاتها

تتصل بآخرها، فعلى الأبوين الاشتراك معاَ دون تخل أحدهما عن الآخر

في ذلك الدور بل عليهما أن ينتبها لعدة أمور منها:

1- الالتزام بالصفات الحسنة حيث إنهما القدوة لذلك الابن، والابن ههنا مقلد.

2- المحاولة الدائمة لضبط النفس والتحلي بالصبر فى معالجة أي

مشكلة تواجه الأبناء والصبر أيضا فى تعليمهم أمور دينهم فقد

قال تعالى

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }.

3- لكى يعبر الآباء ذلك السن الخطر، فعليهم أن يتحلوا أيضا بالعطف

والحنان والخبرة في آن واحد.

4- استبعاد أسلوب القسوة والعنف والنقد الجارح حيث أن النظام

القاسي يولد قلوبا قاسية ونظام الشورى المبنى على احترام الآخرين

يولد قلوبا معتدلة سوية.

5- تجنب التفرقة فى المعاملة بين الأبناء.

6- يجب إفساح المجال للأبناء لإبراز طاقتهم والاهتمام بتنمية مواهبهم

مما يملأ كثيرا من فراغهم فى أشياء هادفة نافعة أو البحث عن عمل

لهم فالعمل وقاية من الملل والرذيلة والفقر فبذلك تستخدم ساعات

الفراغ ولا يسأم الابن من فراغه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق