الاثنين، 8 أبريل 2019

شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 32)

شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 32)



شرح دعاء

اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة



{ اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }.



هذه الدعوة المباركة الجليلة اقتبسها المؤلف حفظه اللَّه تعالى وسدَّده

من قوله تعالى :

{ يُثَبِّتُ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } .



وهذه الآية الكريمة نزلت في سؤال المسلم في القبر،فعن البراء بن

عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال :

( المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه ،

فذلك قوله:

{ يُثَبِّتُ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }

؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم

( إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ:

( اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ ) .



و تضمن هذا الدعاء المبارك، سؤال اللَّه تعالى الثبات في الحياة الدنيا

( عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات

بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه اللَّه تعالى على هوى النفس

ومراداتها، وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي،

والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين للجواب الصحيح

إذا قيل للميت:

( من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ) .



و هذا الدعاء الطيب له نظائر في أدعية المصطفى صلى الله عليه وسلم

من جوامع الكلم التي أوتيها، فمنها :

( ...إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ الْعَمَلِ

وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الْحَيَاةِ وَخَيْرَ الْمَمَاتِ وَثَبِّتْنِي...) ،

وكذلك في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد اللَّه

رضى الله عنه

( اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا )

ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

( رَبِّ أَعِنِّي ... وَثَبِّتْ حُجَّتي ) ،

وقوله : (وثبتني) يفيد العموم، أي سأل اللَّه تعالى الثبات في الدنيا،

والبرزخ والآخرة، فوافق هذا الدعاء الطيب الأدعية التي جاءت

عن المصطفى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق