الاثنين، 8 أبريل 2019

التعلق والإعجاب الزائد


التعلق والإعجاب الزائد

أ. لولوة السجا

السؤال

♦ الملخص:

طالبة متعلقة بمعلمتها، وقد أخبرتها ببعض أسرارها، وتحاول الابتعاد

عنها، لكنها لا تستطيع.



♦ التفاصيل:



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أنا فتاة عمري 17 عامًا، عندما دخلتُ المرحلة الثانوية تعرَّفْتُ إلى

معلمة وتعلق بها كثيرًا، ووثقتُ بها، وأخبرتُها بحادثة اغتصاب حصلت في صغري.



المشكلة أنني حاولتُ أن أبتعدَ عنها، لكنني لم أستطع، وأندم أشد الندم

أنني أخبرتُها بسِرِّي، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي يمنعني مِن الابتعاد عنها!



أصبحتْ لا تُعيرني أي اهتمامٍ، ولا أعرف السبب، والآن أنا في حيرة مِن

أمري؛ هل أتركها بالرغم من معرفتها بسِرِّي، أو أبقى متعلقة بها؟



الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:



فإنَّ التعلُّق بالمخلوق دليلُ ضعف العلاقة بالخالق،

ومِن أسباب ذلك الجهلُ، وقلةُ الذِّكر والعبادة.



وأقصد بالتعلُّق: ما تعدى حدوده الطبيعية، ومِن ذلك ما ذكرتِ مِن

مسألة انشغال البال والغيرة، فلو كان إعجابك ومَحبتُك لمعلمتك محبةً

طبيعية لما سببتْ لك ذلك الشعور المضطرب، والذي سبَّب لك عذابًا،

وكان مِن المفترضِ أن يكونَ العكس.



لا تندمي على مسألة إخبارها بذلك الحدث، ولكن وازِني بين التفكير

والعلاقة، وتعامَلي مع الأمر بشكل طبيعي، واعلمي

بأنها بشرٌ لا تملك لك شيئًا ولا لنفسها أيضًا.



واعلمي أن الأُخوة والمحبة التي حثَّ الله عليها هي التي تعين على الخير

والطاعة، وتزيد الإيمان ولا تنقصه، وتريح المؤمن ولا تُعذبه.



تعلَّقي بخالقك الرحيم الكريم القادر المقتدِر، وأنزلي حاجتك به، واسأليه

ما تريدين، فهو قريبٌ مجيبٌ؛ قال تعالى:

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

[البقرة: 186].



يحدُث التعلُّق غالبًا مِن أشخاصٍ مرَّتْ بهم ظروف عصيبة أو مؤلمة،

وافتقدوا فيها القريب الحاني، ويَحْصُل ذلك مع حداثة السن؛

حيث تكون العاطفةُ جياشةً وغير مُنضبطة.



أنصحك بقراءة كتُب ابن القيِّم؛ حيث تحدَّثَ وأسهب كثيرًا في الكلام

عن التعلُّق بالمخلوق وأسبابه وعلاجه، ومِن ذلك كتاب: (الداء والدواء).



اجتهدي في الدعاء بأن يعلِّق الله قلبك بذكره وطاعته،

وأن يشرحَ صدرك، ويُفرِّج همك، ويصلح حالك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق