الثلاثاء، 15 مارس 2016

الأمثال في القرآن .. جزء ثاني

من علامات قيام الساعة
الاهتمام بالمظهر دون الجوهر :
 
 نحن الآن الشيء الأول في حياتنا التزيينات ، المحلات مزينة ،
 البيوت مزينة ، الأسواق مزينة ، الزينة الآن ترتقي إلى المحل الأول
 في حياة الناس اليوم ،
 
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا }
[ يونس : 24 ]
 
 كل شيء هناك مهندس تصميم ، مهندس تزيين ،
كل شيء فيه مسحات جمالية ، طبعاً لا تجدون هذا في البلاد النامية كثيراً ،
 لكن في البلاد المتقدمة التقدم المادي شيء واضح جداً ، الطرقات ، الحدائق ،
 أي شيء يخطر على بالك فيه أذواق جمالية رائعة جداً ،
وهذا من علامات قيام الساعة .
 
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
 وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
 
 هنا الشرك ، هذا النبات تألق ، وكان جميلاً ، وأمتع عينيك ،
وهذه الأرض
 
{ وَازَّيَّنَتْ }
 
 أينما ذهب الشيء جميل ، لكن الشيء الجميل لا يقدر عليه إلا الغني ،
 والفقير ماذا يفعل ؟
ينظر بعينيه ويتحسر بقلبه ،
 
 لذلك الله عز وجل حينما قال :
 
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا }
[ التوبة : 103 ]
 
 قال علماء التفسير :
 [ تطهرهم أي تطهر الغني من الشح ، والفقير من الحقد ،
والشح كالمرض الخبيث لكنه يسري في النفس ، هناك مرض خبيث يسري
 في الجسد فينهي حياة الإنسان ، والشح مرض خبيث يسري
 في النفس ويهلكه ا. ]
 
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
 
 هناك بلد شرقي كان يملك قنابل نووية كافية لتدمير الأرض خمس مرات ،
 وهذا البلد القوي العملاق تداعى من الداخل ، أي لا خاض حرباً ،
وليس هناك قوة كبيرة قهرته ، ولكنه تداعى من الداخل :
 
{ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ }
[ الأحزاب : 25 ]
 
من توهم أنه قادر على كل شيء وقع في ذنب مهلك هو ذنب الشرك :
 
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ }
[ يونس : 24 ]
 
 أين المشكلة ؟
 
{ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
 
 حينما يتوهم الإنسان أنه قادر على كل شيء وقع في ذنب مهلك ،
هو ذنب الشرك ، لذلك هناك ذنب يغفر ، وذنب لا يترك ، وذنب لا يغفر ،
 فالذي يغفر ما كان بين العبد وربه ،
 
 أي ذنب ؟
 
ما كان بينك وبين الله حصراً ، لكن ما كان بينك وبين العباد
 هذه الذنوب لا تغفر إلا بالأداء أو المسامحة ،
 
 لذلك قال تعالى :
 
{ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ }
[ الأحقاف : 31 ]
 
 أي يغفر لكم بعض ذنوبكم التي بينكم وبين الله عز وجل ،
 لكن ما كان بينك وبين العباد هذه الذنوب لا تغفر إلا إذا أديتها ،
 أو إلا إذا سامحك الطرف الآخر .
 
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
 
 
 اجعل هذه الحقيقة فردية ، أنت حينما تتوهم أنك تفعل ما تريد
وقعت في ذنب كبير، في ذنب الشرك ،
قل : إن شاء الله ،
 قل : إذا راد الله،
 قل : إذا سمح الله،
 
قال :
 
{ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي }
[ النمل : 40 ]
 
 قل هذا من إكرام الله لي ،
 
 لا تقل :
 
{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
[ القصص : 78 ]
 
 قالها قارون فأهلكه الله ، قال فرعون :
 
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }
 
[ الزخرف : 51 ]
 
 فأهلكه الله عز وجل .
 
بطولة الإنسان أن يعزو فضل الله إلى الله
 لا إلى ذاته :
 
 أي إنسان يقول : هذه من جهدي ، من خبرتي ، من اختصاصي ،
 من علمي ، أي إنسان يعزو ما أكرمه به من فضل إلى ذاته وقع في الشرك ،
 لذلك كلمات مهلكات : أنا ، ونحن ، ولي ، وعندي .

نحن :
 
{ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ }
[ النمل : 33 ]
 
 قالها قوم بلقيس فأهلكهم الله .
 
 لي :
 
{ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }
[ الزخرف : 51 ]
 
 عندي :
 
{ قالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
[ القصص : 78 ]
 
 أنا :
 
{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ }
[ الأعراف : 12 ]
 
 الشيطان
 
 
 فخمس كلمات مهلكات :
 أنا ، ونحن ، ولي ، وعندي ،
 أي عزوت فضل الله إلى جهدك لا إلى فضل الله عز وجل ،
 
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا
أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً  }
[ يونس : 24 ]
 
 هذا ملمح دقيق جداً ، قد تأتي الساعة على قوم ليلاً ،
 وعلى قوم نهاراً ، أي الساعة تعم الأرض ،
 
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً
كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ }
[ يونس : 24 ]
 
 الآن هناك مدن ، أصابها زلزال فاختفت ، الآن ترون في الأخبار
 بالصين عشرات ألوف القتلى اختفوا تحت الأرض ،
 
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ }
[ يونس : 24 ]
 
 كل بطولتك أن تعزو فضل الله إلى الله لا أن تعزوه إلى ذاتك ،
 وهذا الدرس لا ينجو منه أحد .
 
 
من علامات الإيمان أن المؤمن الصادق يرى فضل الله عليه :
 
 من هم قمم البشر؟
الصحابة الكرام ،
 
في بدر قال تعالى :
 
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ }
[ آل عمران : 173 ]
 
 مفتقرون إلى الله ،  
 هم هم وفيهم سيد الخلق في حنين قالوا : 
 [ ولن نُغْلَبَ مِنْ قِلَّةٍ ]
أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس
 
 قال تعالى :
 
{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً
وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }
[ التوبة : 25 ]
 
 هذا الدرس نحتاجه جميعاً كل دقيقة ، لا تقل أنا ، لا تعتد بقوتك ،
ولا بصحتك ، ولا بمالٍ ، ولا بنسبٍ ، اعتد بفضل الله عليك ،
 
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[ يونس : 24 ]
 
 
 أخواننا الكرام :
 المؤمن الصادق يرى فضل الله عليه ، لا يرى إنجازه ،
 بل يرى فضل الله عليه وهذا من علامات الإيمان .
والحمد لله رب العالمين
 
تم بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق