الخميس، 17 مارس 2016

من أهم ثمار التوبة

 
اعلم أن على كل عضو من أعضاء الإنسان توبة :
فتوبة العين كفها عن النظر إلى المحارم
 وتوبة اليد كفها عن تناول المحرم
 وتوبة السمع كفه عن سماع المحرم
وتوبة الفرج كفه عن الزنا .... وهكذا .
وأن يستدرك العبد ما فاته ، فيؤدي كل فرض ضيعه ،
ويريد إلى كل ذي حق حقه من المظالم ، ويشغل البدن الذي استعمله
 في السحت والحرام بطاعة الله تعالى وامتثال أوامره والتغذي بالحلال ،
 والبعد عن مواطن الشبهات والحرام .
التوبة النصوح :
 عرفها ابن كثير رحمه الله تعالى  بقوله :
 [ توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من السيئات
وتلم شعث التائب وتجمعه وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات ].
 
من أهم ثمار التوبة :
         1-  رضي الله تبارك وتعالى
2 -  طمأنينة النفس
                3 -  اجتناب سخط الله عز وجل:
1-  رضي الله تبارك وتعالى
التائب إلى الله سبحانه محبوب عند الله ،
 مؤيد بعونه ، مصان محفوظ من كل سوء وبلية ،
تتنزل عليه الرحمات ، وتتغشاه البركات ، وتستجاب له الدعوات .
 قال تعالى في الحديث القدسي :
( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ،
 ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ،
وإن سألني أعطيته ، ولئن استعاذني لأعيذنه )
 رواه البخاري .
 
2 -  طمأنينة النفس
إن ضرر المعاصي على الأزواج والنفوس أخطر من ضرر الأمراض
 على الأجساد , بل إن ضرر المعصية يشمل الروح والبدن ,
فترى العاصي قد اجتمعت عليه أنواع الهموم والغموم ،
 وألوان الوساوس والهواجس ، فلا تجده إلا قلقا فزعا خائفا ،
وما ذلك إلا بسبب ما اقترفه من المعاصي والخطيئات ،
 لذلك كانت التوبة طمأنينة للنفس ، وسعادة للقلب ،
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله-:
 [ الحسنة نور في القلب وقوة في البدن ، والسيئة ظلمة في القلب
 ووهن في البدن ، فالتوبة دواء لأمراض النفس والبدن تقتضي الصبر
 ومطالعة الثواب من عند الله , فهي دواء يصقل القلوب ويجلي عنها
 أسباب الضيق والضنك وهو الران .
قال تعالى :
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[ المطففين : 14 ]
والقلوب إذا أزيل عنها الران أصبحت خفيفة مرحة
لا تعرف اليأس ولا يصيبها النكد . ]

3 -  اجتناب سخط الله عز وجل:
 إن التوبة وقاية من عذاب الله وعقابه ، ذلك لأن الذنوب موجبة للسخط
 والنكال ، والتوبة ماحية للذنوب ناسخة لها .
 قال تعالى عن يونس عليه السلام :
 { فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
[ الصافات : 143 , 144 ]
 وإنما كان تسبيح يونس :
 { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
[ الأنبياء : 87 ] .
فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب
 لمصطفى شيخ إبراهيم حقي - الجزء الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق